Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 134-134)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ أمةٌ قدْ خَلَتْ } قد مضت لسبيها وانقطعت عنكم يا معاشر اليهود والنصارى ، فلا تذكورهم بشىء تكذبوا فى ذكرهم ، وقد ذكروا قبحهم الله إبراهيم ويعقوب وإسحاق وبنيهم باليهودية والنصرانية ، ذكر اليهود باليهودية والنصارى بالنصرانية ، وهم كاذبون . { لَها ما كَسَبَت } أى لها جزاء ما كسبت من العمل . { ولكُم ما كَسَبتُم } جزاء ما كسبتم من الخير إن كسبتم منه شيئاً ، والخطاب لليهود والنصارى ، فلستم تنتفعون بأعمالنا ، ولو انتسبتم إليها وإنما تنتفعون بموافقتهم فى الشريعة ، فاخرت اليهود والنصارى فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبراهيم ومن ذكرناه معه ، كما فاخروا أيضاً قبله ، وقالوا إنهم أجدادنا وهم يشفعون فينا ، فرد الله عز وجل عليهم بالآية ، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم " با بنى هاشم لا يأتينى الناس بأعمالهم ، ويأتونى بأنسابكم " ولا نافية فى معنى النهى ، ويأتونى منصوب بأن مضمرة بعد الواو التى بمعنى مع الواقعةفى سياق النهى ، ويجوز أن يكون ما كسبت وما كسبتم على العموم فى عمل الخير ، وعمل الشر ، لكن الشر إنما يتصور فى قوله { لها ما كسبت } من طريق الحكم على المجموع ، فعمل السوء قد يصدر من المؤمنين الذين هم ذرية إبراهيم ، ومن ذكرنا معه لا من إبراهيم أو نعد ما يسمى فى حق الأنبياء باسم الذنب شرا أو سوءا كأن يسمى معصية أو ذنبا ، ويجوز أن تكون الإشارة بقوله تلك إلى بنى هؤلاء الأنبياء ، فلا يشكل نسبة الذنب إليهم { ولا تُسألونَ عمَّا كانُوا يعْمَلُون } أخير أو شر لتجاوزوا به ، كما لا يسألون عما كنتم يعملون أخير أو شر ليجازوا به ، بل تجازون بأعمالكم ويجازون بأعمالهم ، أو لا تسألون عما عملوا من سوء لتجازوا به ، بل تجازون بما عملتم من سوء ، كما لا تنتفعون بحسناتهم ، وإذا عملنا فى قوله ما كَسَبَت وما كَسَبتم خير أو شر ، أو عممنا كذلك فى قوله { ولا تسألون عما كانُوا يعْملُون } كان قوله لا تسألون … إلخ تقريراً لقوله { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } ، وكذا إن عممنا فى هذا وخصصنا قوله { ولا تسْألون عمَّا كانُوا يعْملُون } بأعمال السوء ، وإن خصصناه بخير ، وخصصنا قوله { ولا تُسألُونَ عمَّا كانُوا يعْمَلُون } ، بسوء كان قوله { ولا تسألُونَ عمَّا كانُوا يعملون } ، تأسيساً مفيداً لحكم لم يفده ما قبله .