Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 46-46)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الَّذِينَ يَظُنُّونَ } يعلمون فإن الظن كثيرا ما يستعمل بمعنى العلم ويقوى هذا التفسير قراءة ابن مسعود الذين يعلمون وكذا كتب فى مصحفه وذلك استعارة شبه ترجيح الشىء بالجزم به ، لأن فى كل منهما إثباتاً فسماه باسم الجزم وهو العلم ، ولم يذكره بل ذكر لفظ المشبه وهو يظن على الاستعارة المكنية التبعية ، وفسره الجمهور يظنون بمعنى يوقنون وهو من وادى التفسير بمعنى يعلمون ، ولكن اليقين من أشد العلم . قال ابن عطية والزجاج يستعمل الظن بمعنى العلم فى غير المحسوس من المعانى كاللقاء فى الآية ، والمواقعة فى قوله تعالى { فظنوا أنهم مُواقِعوها } لا تقول العرب فى شخص أظن هذا زيدا قال الزجاج ذكر لى ذلك أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضى عن زيد ابن أسلم . وقيل يظنون معناه يتوقعون ، وفى الظن الذى بمعنى الرجحان توقع ، لأنك إذا ظننت أن شيئاً وقع تتوقع هل الأمر كما ظننت ؟ فيقول خاب ظنى ، وتقول تحقق ظنى واستيقن ظنى ، أى توقعته حتى وجدته يقيناً ، وظننت ظنا صادقاً ، قال أوس بن حجر @ فأرسلته مستيقن الظن أنه مخالط ما بين الشراسيف جائف @@ أى أرسلت السهم إلى بقرة الوحش حال كونى جازماً بأنه يخالط رءوس عظام البطن من جانب البطن منها ويصل جوفها . { أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ } ملاقو جزاء ربهم بالبعث بعد الموت ، وذلك الجزاء الذى يعلمون يقيناً أنهم ملاقوه ، هو الثواب رجاء ، والعقاب خوفاً ، فهم راجون خائفون ، وزعم هؤلاء المبتدعة أنه يجوز تفسير الملاقاة برؤية الله تعالى ، وإذا فسرنا الظن بالتوقع فالمعنى أنهم يتوقعون العقاب ، أى يخافونه ، أو المعنى يتوقعون الثواب أى يطمعون فيه . { وأنَّهُم إلَيْه رَاجِعُونَ } فى الآخرة بالبعث للجزاء كقوله { ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } أو راجعون إليه بالموت . قالوا ومن عول على شىء من شراء الحيوان أو اللباس أو الفاكهة أو الشىء النفيس وأراد الرشد إلى شىء جميل فليقل يا مختار يا من الخير منه ، يا خير دليل يا دليلا للخير ، يا مرشد يا هادى يا ألله ويقرأ الآية عند الشراء ويكررها حتى ينعقد ، فإنه يقع له القصد . وقال ابن الجوزى نقرأ عند شراء البطيح فيرشد إلى الطيب ، وإذا أراد أكله قرأ عليه عند شقه بالسكين { فذبحوها وما كادوا يفعلون } فإنه يجده طيباً . والله أعلم .