Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-24)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً } مثل الذى مر ، وأعاده استعظاما بكفرهم وليطلب عليه منهم الحجة بقوله { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } على ذلك من العقل أو النقل إذ لا يصح قول بلا دليل . كيف وقد تطابقت الحجج على بطلانه عقلا ونقلا ، أو الأول بمعنى هل وجدوا آلهة يبشرون الموتى فاتخذوهم آلهة ، لما وجدوا من خواص الألوهية ، وأعقبه بما يدل على فساده عقلا ، وهو قوله " لو كان " الخ والثانى بمعنى هل وجدوهم آلهة فى الكتب الإلهية فاتخذوهم ، وأعقبه بما يدل على فساده نقلا ، وهو { قل هاتوا } الخ . { هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِىَ } أمتى وذكرهم القرآن { وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِى } من الأمم . وهو التوراة والإنجيل وغيرهما ، وهل وجدتم فى واحد منها إلهاً آخر . والإشارة إلى جميع الكتب ، جعلتْ كأنها شئ شئ حاضر محسوس ، أو إلى القرآن فإنه متضمن ما فى غيره ، وما فيه كان فى الكتب السابقة . وقيل مَن معى مسلمو أمتى ، ومَن قبلى مسلمو الأمم . وقيل المراد بذكر مَن قبلى التوراة والإنجيل . وإنما أضيف الذِّكر إلى مَن معه ومَن قبلى لأنه عِظتهم أو شرفهم . وبعث الرسل يمكن عقلا مع التوحيد ، ومع التعدد . وكذا إنزال الكتب فصح الاستدلال بالعقل . وقرئ بتنوين الذكرين ، فَمن بعدهما مفعول به . وذلك من إعمال المصدر المنوَّن ، جعله جار الله أصلا لإضافة المصدر لمعموله . وقرئ بتنوينهما وإسقاط الميم بعدهما ، فذلك جَرٌّ لمع . وقيل بمن وإدخال من الجارة على مع غريب . وقرئ بتنوينهما وإسقاط مَن ، والظرفان نعت للذكرين . { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ } هو توحيد الله ، لا يميزونه من الباطل وهو الشرك كذا قيل . والتحقيق أن المراد ماهية ما هو حق ، فينتج منه أنهم لا يعلمون هذا الفرد العزيز الذى هو التوحيد الذى تضمنته الماهية . ويجوز أن يكون الحق مفعولا لمحذوف ، أى أمدح الحق ، وهو التوحيد ، أو مفعولا مطلقا ، أى حق التوحيد الحق الكامل . وقرئ بالرفع ، أى الممدوح الحق ، وهو التوحيد . أو التوحيد الحق ، أو الحق التوحيد . وعلى النصب بمحذوف والرفع ، تكون الجملة معترضة لتأكيد بين السبب الذى هو عدم العلم ، والمسبب الذى هو الإعراض المشار إليه بقوله { فَهُمْ مُعْرِضُونَ } عن التوحيد واتباع الرسل والكتب .