Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 61-61)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ } مثل ذلك نمروذ وأشرافهم ، أو القوم حكاية عنه . وذلك أمر بالإتيان به ظاهراً ، بحيث تتمكن صورته فى أعينهم ، تمكن الراكب على المركوب . { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } أنه الفاعل ، أو القائل ، أو يشهدون عقوبتها ، كأنهم على الوجهين الأولين كرهوا أخذه بغير بينة ، وعلى متعلق بالفعل قبله ، أو بمحذوف حال من الهاء . قال الثعلبى فى عرائس القرآن أراد إبراهيم - عليه السلام - أن يرى قومه الأوثان التى كانوا يعبدونها من دون الله وعجزنا ، إلزامًا للحجة ، وإثباتًا لها عليهم ، فجعل ينتهز لذلك فرصة ، ويحتال فيه إلى أن حضر عيدهم . قال السدى كان لهم فى كل سنة عيد ، يجتمعون فيه ، ويخرجون إليه وكانوا إذا رجعوا من عيدهم ، دخلوا على الأصنام ، فسجدوا لها ، ثم عادوا إلى منازلهم . فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك ديننا . ويروى أعجبك عيدنا ، بإسقاط لفظ ديننا فخرج معهم ، فألقى نفسه فى الطريق . فقال إنى سقيم ، أشتكى رجلى ، فنظروا رجله ، وهو صريع ، فلم يروا شيئًا . فلما مضوا عائدين فى آخرهم ، وقد بقى ضعفاء الناس قال { وتاللهِ لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } فسمعوها منه . وقال مجاهد وقتادة إنما قال إبراهيم هذا فى سر من قومه ، لم يسمع ذلك إلا رجل منهم وأفشاه ، فرجع من الطريق إلى بيت الآلهة . فإذا بباب فيه بهو عظيم ، يستقبل باب البهو صنم عظيم ، إلى جنبه صنم آخر أصغر منه . وكل صنم أكبر من الذى يليه إلى باب البهو مصطفة . قلت هى اثنان وسبعون صنما ، فإذا هو بطعام مجموع بين أيديهم . يقولون إذا رجعنا أكلنا ، وقد تناولت الآلهة منه ، فتتبرك به فقال لهم ألا تأكلون . ما لكم لا تنطقون . فراغ عليهم ضربا باليمين . فأقبلوا إليه يزفون . قال قتادة والسدى والضحاك قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون عقابه . وقيل لما خرجوا للعيد وهو معهم ، بدأوا بالأصنام ، فدخلوا عليها ، فسجدوا إلا إبراهيم لها ، ووضعوا طعاما ، وخرجوا به ثم رجع . وقيل بقى معها . وقال إنى سقيم . وقيل إنها سبعون ، وكسرها كسرا فظيعا ، مع أنها - مما علمتَ - من ذهب وغيره ، مما هو قوى بعون الله . وروى أنه قطع أيديها وأرجلها ، وفقأ أعينها وكسَّر وجوهها إلا كبيرها . فلما رجعوا من عيدهم ، رأوا هذا الكسر الشديد ، فحسبوه من الظل ، لجراءة فاعله على الآلهة الحقيقة عندهم بالتوفير ، لإفراطه فى كسرها والاستهانة بها .