Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 98-100)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّكُمْ } يا أهل مكة { وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ } الأصنام وإبليس وإخوته . { حَصَبُ جُهَنَّمَ } ما يرمى بها إليها ، وتهيج به ، من حَصَبه حصبا بسكون صاد المصدر ، أى رماه بالحصباء . وقرئ حصْب جهنم بالإسكان ، جعلوا مبالغةً نفسَ الحصب ، أو يقدر مضاف أو يؤول باسم مفعول ، أى محصوبها ، أى ما تحصب به . وقرئ حضب بالإعجام مفتوحًا ومسكنًا . وقرأ أُبىّ حطب ، بالطاء المهملة . وعنه صلى الله عليه وسلم " الشمس والقمر فى النار " قال بعضهم ألستم تقرؤون إنكم وما تعبدون الخ ؟ " روى أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، وصناديد قريش فى الحطيم ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجلس إليهم ، فعرض له النضر بن الحارث فكلّمه صلى الله عليه وسلم ، فأفحمه ، وتلا { إنكم وما تعبدون } الخ فأقبل عبد الله بن الزِّبَعْرَى فوجدهم يتهامسون . فقال فيم خوضكم ؟ فأَخبره الوليد بن المغيرة ، بقوله صلى الله عليه وسلم فقال أمَا والله لو وجدته لخصته فدعوه . فقال له أنتَ قلت ذلك ؟ قال نعم . قال قد خصمتك ورب الكعبة ، أليس اليهود عبدوا عزيرا ؟ والنصارى عيسى ؟ وبنو مُدْلِج الملائكة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم بل عبدوا الشياطين التى أمرتهم بذلك ، وإنك جاهل بلغة قومك فإن { ما } لغير العقلاء إلا بقرينة ، " وهذا دليل على أن ما تعبدون مراد به غير العقلاء ، وأيضًا الخطاب لكم ، وأنتم تعبدون الأصنام ، وأن المراد هذه الأصنام الحاضرة ويقاس عليها غيرها قياسًا . ونزل { إن الذين سبقت لهم } الخ ، وهم عيسى وعزير وغيرهما ممن لم يُعبد ، وأما الملائكة فيفهم إبعادهم عنها بـ لأَولى . قيل يجوز أن يراد العقلاء فيكون الجواب ، بأن الذين سبقت الخ دليل على ذلك ، وعلى إخراج بعض العقلاء المعبودين . وقد روى أن ابن الزِّبَعْرَى قال هذا خاص بآلهتنا أو بكل من عُبِد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم لكل مَن عُبِد فالجواب متأخر عن الخطاب بما ، للتجوز فى لفظ { ما } أو للتخصيص ، وسـتأتى القصة - إن شاء الله . وروى أنه أجاب بالآية بعد ذلك . فقال له هل لا إذ سألناك قلت ، ولكن تفكرت إذ خلوت . قال ابن حجر الزبعرى بكسر الزاى وفتح الباء وسكون العين المهملة معناه السيئ الخلق ، أو كثير شعر الوجه . قال إن عبد الله بن الزِّبْعَرَى هو ابن الزبعرى بن قيس بن عدى بن سعيد بالتصغير ابن سهم من أعيان قريش فى الجاهلية ، ومن فحول الشعراء ، وكان يهاجى المسلمين . أسلم عام الفتح ، وحَسُن إسلامه ، وله أشعار يعتذر فيها مما سبق منه ، فهو لم يعمه الخطاب ، وإنما يُقرَنون بآلهتهم فى جهنم ، لزيادة غم ، حيث أصابهم ما أصابهم بها ، والنظر فى وجه العدو باب من العذاب ، ولأنهم قد رأوا أن يشفعوا ، فإذا رأوهم بتلك الحالة كانوا أبغض شئ إليهم . { أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } داخلوها { لَوْ كَانَ هَؤلاَءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا } بتخفيف همزة آلهة وإخفائها . { وَكُلٌّ } من العابدين والمعبودين . { فِيهَا خَالِدُونَ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } أصوات توجُّع أو تنفُّس ، بعد امتلاء القِدر . وقيل الزفير منها جزاء لهم . وقيل المراد أنها ترفعهم ، حتى إذا كانوا بأَعلاها ، ضُرِبوا بمقامع الحديد فيهوون سبعين خريفا . وروى أنهم يَدعون مالكا فيذرهم مقدار أربعين عامًا فيجيبهم { إنكم ماكثون } ويدعون الله ، ويذرهم مقدار الدنيا مرتين . فيقول { اخسئوا فيها } وإن قلت الزفير إنما يكون من العابدين والمعبودين العقلاء ، لا من الأصنام . قلت أثبت الزفير للكل ، لأنهم معهم وحكماً على المجموع وتغليباً واللَّبس مأمون ، أو الضمير لمن يكون قابلا للزفير فقط ، أو ما يعبدون العقلاء فقط . وكذا الكلام فى نفى السمع فى قوله { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } لشدة غليانها ، أو يصمهم الله كما يعميهم . وعن ابن مسعود يجلسون فى توابيت من نار فلا يسمعون ولا يرون شيئًا . وروى أن تلك التوابيت تجعل فى توابيت أخرى ، وتجعل هذه فى أخرى ومسامير الكل من النار ، ولا يرى أن أحداً يعذب فى النار سواه . وزعم قومنا أن عدم السمع والجعل فى التابوت مختص بالمشرك . وقيل المراد لا يسمعون ما يسوؤهم . وزعم بعض أن تلك ثلاث آيات متصلات نسختهن ثلاث متصلات { إن الذين سبقت } الخ .