Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 10-10)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً } أى يتلفون أموال اليتامى بطعم أو شرب أو لبس أو قضاء ديونهم بها بلا تعويض لليتامى ، أو بتضييعها ، أو نحو ذلك ظلماً ، أى بغير حق ، أما بالحق كأكلها بالقرض وأخذها فيما صرفوا عنهم من أموالهم وأجرة عمل ، وقضاء ما أفسدوا فى أموالهم التى لم يجعلوها فى أيديهم ونحو ذلك ، فلا بأس . وظلماً حال بمعنى ذوى ظلم ، أو ظالمين ، أو تمييز غير محول ، وقد يتكلف تحويله عن الفاعل بأن يسند الأكل إلى الظلم مجازاً ، أى إن الذى يأكل ظلماً أموال اليتامى ، أو مفعول مطلق ، أى أكل ظلم . { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } أى أموالا تكون أسباباً للنار ، أو أموالا سيردها الله ناراً ، كما يرد الله ذهب وفضة من لا يزكيهما صفائح نار يكوى بها ، فذلك من مجاز التسبب ، أو مجاز الأول ، وعن أبى برده ، أنه صلى الله عليه وسلم قال " " يبعث الله قوماً من قبورهم تتأجج أفواههم ناراً " ، فقيل من هم ؟ فقال " ألم تر أن الله يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون فى بطونهم ناراً " وكذا قوله صلى الله عليه وسلم " رأيت ليلة أسرى بى قوماً لهم مشافر كمشافر الإبل ، وقد وكل بهم من يأخذ بمشارفهم ثم يجعل فى أفواههم صخراً من نار ، قلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون فى بطونهم نار " وذلك لا يوجب تفسير الآية بمجاز الأول لجواز أن يكون نار محدثة ، أو مخلوقة يوم القيامة ، مما أكلوا . وعن السدى يبعث آكل مال اليتيم ظلماً يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ، ومن مسامعه وأذنيه ، وعينيه ، وأنفه يعرفه من رآه بآكل مال اليتيم ، وروى والدخان يخرج من قبره ومن فيه . والأكل على الوجهين ، فى الدنيا لأنهم يأكلون أموالا تكون سبباً للنار ، أو ستصير ناراً فى بطونهم ، ويجوز أن يكون الآكل يوم القيامة والمأكول ناراً عوضاً عن مال اليتامى ، أو ناراً أصلها مال رده الله ناراً ، وذلك غير الوجهين الأولين وليس من مجاز الأول . { وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } يدخلون ناراً عظيمة فالتنكير للتعظيم ، وكذا تنكير النار فى قوله تعالى { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } . ولما نزل ذلك فى الأوصياء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، وحكم غير الوصى ، حكم الوصى تركهم الناس ، فشق ذلك على اليتامى ، فنزل { وإن تخالطوهم فإخوانكم } وقرأ بعضهم سيصلون بالتشديد ، وسيصلون بالتخفيف ، وبنائهما للمفعول والأخيرة لابن عامر وابن عباس عن عاصم ، و { سعير } بمعنى مسعورة ، وتغلبت عليه الاسمية ، يقال سعر ناراً بمعنى ألهبها .