Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 85-85)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً } انضم انضمامة حسنة الى انسان منفرد ومسلم أو مظلوم ، فصار به شفعا فى دفع ضر أو جلب نفع ، قصدا لوجه الله ، مثل أن ينصر المظلوم ويعين من هو على الحق ، ومثل أن تمضى جماعة الى الجهاد شفعا كانت أو وترا فانها كشىء واحد ، فرد فى التقدم ، ثم يتبعها أحد فانه ثان لها فيكون شفعا لها . { يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنهَا } يكن له حظ عظيم فى الآخرة يتحصل له بشفاعته ، أو يصدر منها فمن للابتداء أو السببية لا للتبعيض ، فانه يكون له ثواب شفاعته كلها لا بعضها فقط ، وتنكير النصيب التعظيم كما رأيت ، قال صلى الله عليه وسلم " من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك ولك مثل ذلك " وفى رواية " من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك مثل ذلك " فى روايات ذكرت فى كتب الحديث ، فهذا الدعاء معدود فى الشفاعة الحسنة ، وفسر الشفاعة بعض به فى الآيات وبعض بالاصلاح بين الناس . { وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِنْهَا } حظ عظيم منها ، وما عظمه الا لعظم عذاب الآخرة ، والا فلا زيادة للسيئة على مثلها ، وقد قيل النصيب فيما يقل ويكثر والكفل ، ولكن لا يطرد هذا ، وقد تكلمت عليه فى غيره هذه الآية ، ويستعمل الكفل فى الشر والخير ، كما استعمل فى الشر وفى الخير فى قوله تعالى { يؤتكم كفلين من رحمته } وروى أن مسروقا شفع شفاعة حسنة ، فأهدى اليه المشفوع له جارية ، فغضب وردها وقال لو علمت فى قلبك لما تكلمت فى حاجتك ، ولا أتكلم فما بقى منها . قال أبو امامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يشفع شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا " قلت فاذا كان قصد المشفوع له بما شفع له فيه شيئا محرما فأهدى للشافع هدية فقبلها بعد ما علم بقصده ، صار بقبولها ممن شفع شفاعة سيئة ، لأن الشفاعة السيئة الانضمام الى فاعل المحرم يفعل مثله أو يعينه بشىء ما كالانضمام الى المتخلف والمنافق فى التخلف ، والنفاق وكعذرهما وتصويبهما ، وكقتال المؤمنين ، وكاعانة الظالم ، وتصويب المبطل ، وغير ذلك ، وقد فسرها بعض بالنميمة ، وبعض بدعاء اليهود على المسلمين ، فانهم شفع لذلك للمشركين وبعض بقتال المؤمنين ، فان قتال الكافر لهم شفع لكفره . { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَىءٍ مُّقِيتاً } قادرا يقال أقات على الشىء ، أى قدر عليه ، قال زبير بن عبد المطلب @ وذى ضغن كففت السوء عنه وكنت على اساءته مقيتا @@ وفى رواية كففت الضغن عنه ، وقال السموءل @ الى الفضل أم على اذا حو سبت أنى على الحساب مقيت @@ ولعله أراد بالاستفهام ، وفيه ياء المتكلم ، فحذف همزة الاستفهام للضرورة ، لأنه لا دليل عليها الا من حيث انه لا يقوى على حساب الله أحد ، أو هوانى بإلف ، أى كيف مقيت أو من أين مقيت ، وذلك تفسير ابن عباس ، وقيل المقيت الشهيد ، وقيل الحفيظ ، وهو مشتق من القوت ، فان القوت يقوى البدن ويحفظه ، فكذا حفظ الشىء إبقاء له ولقوته ، وقد فسر مقاتل بأنه الذى يعطى كل حيوان ما يقوته ، والصحيح أنه القادر ، فانه كذلك فى لغة قريش كما قال الكلبى .