Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 97-97)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهُو الَّذى جَعَل لكُم النُّجوم } أى خلقها لكم { لتهْتدُوا بها فى ظُلمات البرِّ والبَحْر } فى ظلمات الليل فى البر والبحر ، وأضافها لهما لأنها نفع فيهما ، أو أراد بالظلمات مشتبهات الطرق شبه اشتباهها بالظلمات لجامع عدم الاهتداء فى كل ، وإنما تعلق اللامان بفعل واحد بلا تبعية لاختلاف معناهما ، لأن الأولى للتعدية ، والثانية للتعليل ، وإن جعلناهما معاً للتعليل جعلنا لتهتدوا بدل اشتمال من قوله لكم ، أى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها إلى المواضع التى قصدتم ، وإلى جهة القبلة فى الصلاة ، والخطاب للمشركين يذكر لهم نعمه وقدرته ليؤمنوا ، أو لهم وللمؤمنين ، وذلك إفراد لبعض منافعها ، ومنها زينة السماء ، ومنها رجم الشياطين ببعضها فيما قيل وباقتباس الشهب منها للرجم فيما قيل على القول بأن النجوم والشمس والقمر من تحت السماء الدنيا . { قَدْ فصَّلنا الآيات لقومٍ يعْلَمونَ } قد بينا الآيات الدالات على قدرتنا ووحدانيتنا ، فصلا فصلا لقوم من شأنهم أن يعلموا الحق لتدبرهم ، وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بالوعظ ، وأما غيرهم فيمر وهو معرض ، أو يزيد بها ضلالا ، كمن ينسب الأفعال للنجوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخاف على أمتى حيف الأئمة والتكذيب بالقدر والتصديق بالنجوم " فالمراد بالإمساك عن النجوم فى حديث ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر القدر فأمسكوا ، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا " الإمساك عن التصديق ، والمراد القدر الإمساك عن نفيه أو إثباته لغير الله لوجوب الإيمان به لله فى أحاديث .