Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 116-116)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالَ ألقُوا } قدمهم تهاونا بأمرهم ، وثقة بتأييد الله له تقدم أو تأخر ، وكرما وتسامحا كما تسامحوا بالتخيير ، وإنما أمرهم بالإلقاء مع أنه كفر لإباحة الله سبحانه له أن يأمرهم ليتبين عجزهم ، وليؤمنوا ، أو لأن الأصل ألقوا إن كنتم محقين لا لمجرد علمه بوقوع الإلقاء ، والتخيير فى التقدم والتأخر فقط ، لا كما قيل لأنه لا يجوز الأمر بالمعصية ، ولو علم أنها لا بد واقعة ، ويأتى كلام فى ذلك إن شاء الله تعالى ، وفى إلقائهم أولا فائدة ، لأنهم إذا أتو بجهدهم وأتى هو بما يفوقه ويبطله كان أظهر غلبة . { فلمَّا ألقَوْا سَحرُوا أعْين النَّاس } خيلوا لها الشىء على خلاف ما هو عليه ، وهو باق على حقيقته ، بخلاف أمر السماء الجارى على يد موسى أو غيره ، فإن الله سبحانه قادر على قلب الحقائق كرد العصا لحما ودما وعصبا { واسْتَرهَبُوهم } استعملوا طاقتهم فى طلب ما يرهبهم ، أى يخوفهم من السحر ، فالسين للطلب والتأكيد معا ، ويجوز أن تكون تأكيدا ، أى أرهبوهم إرهابا شديدا . { وجَاءُوا بسحْرٍ عَظيمٍ } فى باب السحر ، جاءوا بحبال وخشب غلاظ طوال كثيرة ميلا فى ميل ، لونوها بألوان ، وجعلوا فيها ما يوهم الحركة ، روى أنهم طلوها بالزئبق ، وأدخلوه وسط كل خشبة وحبل ، فطلعت عليها الشمس فتحركت للزئبق ، أو تخيل بالشمس كأنها تتحرك ، وكانت كالحيات ركب بعض بعضا والتوت وملأت الوادى ، وروى أنها وقر ثلاثمائة وستين بعيرا حبالا وعصيا .