Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 101-101)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وممَّنْ } متعلق بمحذوف خبر المبتدأ بعد ، ومن للتبعيض { حَوْلكُم } أى حول بلدتكم ، وهى المدينة ، ظرف متعلق بمحذوف صلة من { مِنَ الأعْراب } متعلق بمحذوف حال من ضمير الاستقرار فى ممن ، أو فى حول ومن للبيان { مُنافِقُون } مبتدأ ، وهؤلاء الأعراب هم جهينة ، ومزينة ، وأسلم ، وغفار ، وأشجع نزلوا حول المدينة ، وكان بعضهم منافقين ، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم لهؤلاء القبائل جار على غالبهم ، قيل ومن هؤلاء الأعراب عصية ولحيان نزلوا حولها . { ومِنْ أهْل المدِينَةِ } عطف على ممن ، فكأنه قيل وممن حولكم من الأعراب ، ومن أهل المدينة منافقون { مَردُوا عَلى النِّفاقِ } عتوا فيه ، وأصروا عليه ، وبلغوا منه الغاية ، أو تدربوا فيه ، وتمهروا فى إخفائه ، والجملة نعت لمنافقون ، فصل بينهما بالمعطوف على الخبر ، أو مستأنفة ، ويجوز أن تكون نعتا لمبتدأ محذوف ، أى قوم مردوا على النفاق ، وخبره من أهل المدينة . قال ابن هشام يجوز بكثرة حذف المنعوت إن علم ، وكان النعت إما صالحا لمباشرة أو بعض اسم مقدم محفوظ بمن أو فى كقولهم منا ظعن ، ومنا أقام ، أى منا فريق ظعن ، ومنا فريق أقام ، وهذا أولى من قول الكوفيين ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق ، ومنا الذى ظعن ، ومنا الذى أقام ، لأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال المنعوت بنعته . { لا تَعْلَمهم } منافقين ، أو لا تعرفهم بأعيانهم مع كمال فطنتك لإفراطهم فى إخفاء النفاق ، وكونهم بصورة المخلصين { نَحْن نَعلَمهم } إذ لا يخفى علينا شىء { سنُعذِّبهُم مرَّتيْن } مرة بالفضيحة ، قال الكلبى ، والسدى " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا يوم الجمعة فقال " اخرج يا فلان إنك منافق ، اخرج يا فلان ، اخرج يا فلان " " فيكون قد أعلمه الله بهم بعد ، وأسر حذيفة بهم ، فكان إذا مات أحد منهم لا يصلى عليه ، فلامه عمر لم لا تصلى على مسلم مات ؟ فقال لو كنت مثله ما صليت عليك ، فقال أمنافق هو ؟ قال ما كنت لأخبرك بسر رسول الله ، فقال أناشدك الله أنا منهم ؟ قال لا ، ولا أؤمن بها غيرك ، وقيل قال يا أمير المؤمنين إنه من القوم . وفى ذلك دليل لأصحابنا على أن النفاق فى القرآن فعل كبيرة غير شرك ، إذ لا يشك عمر فى شرك نفسه ، وأجيب بأنه خاف أن يكون فيه كبيرة شرك لم يطلع عليها ، أو خاف أن يختم له بالشرك ، ومرة بالقتل بأن أظهر الله منهم ما يوجب القتل ، أو ما يلحقهم بالمشركين ، وقال مجاهد مرة بالقتل والأسر ، بأن أظهر الله منهم ما يوجب الحكم عليهم بحكم المشركين ، وفيه ضعف ، ومرة بالجوع ، وعنه المرتان بالجوع . وقال قتادة مرة بخراج فى ظهورهم تنفذ فى صدورهم ، ومرة فى القبر ، وقال ابن زيد مرة بالمصائب فى الأموال والأولاد ، ومرة فى القبر ، وعن ابن عباس مرة بالفضيحة ، ومرة فى القبر ، وعنه مرة بإقامة الحدود ، ومرة فى القبر . وقال الحسن مرة بأخذ الزكاة ، ومرة بنهك أبدانهم ، وقال ابن إسحاق مرة بفيض الإسلام وجريان حكمه عليهم كارهين ، ومرة فى القبر ، وقيل مرة بضرب وجههم وأدبارهم عند الموت ، ومرة فى القبر ، وعن بعضهم مرة بإحراق مسجد الضرار ، ومرة بالإحراق بالنار فى القبر ، ويجوز أن يكون مرة بالقتل ، ومرة فى القبر ، ويجوز أن يكون مرة فى الدنيا بكل ما يصابون به ، ومرة فى القبر ، والصحيح عندى ثبوت عذاب القبر . { ثُم يُردُّونَ } بالبعث { إلى عَذابٍ عَظيمٍ } هو عذاب جهنم ، وهو عذاب ثالث .