Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 107-107)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والَّذينَ } بدل من آخرون ، أو خبر لمحذوف ، أو مفعول لمحذوف ، أى هم أو أعنى ، وهذا على أن أهل مسجد الضرار هم المرجون ، وإما على أنهم غيرهم فالذين مبتدأ خبره لا تقم فيه ، أو منصوب على الاشتغال ، ويقدر محذوف ، أى لا تقم فى مسجدهم ، فلما أعيد الضمير إلى المسجد المضاف إليهم سقط ضميرهم ، لأن الضمير لا يضاف ، أو مسجد الذين ، فالحذف من الأول أو الآخر ، وذلك قول الكسائى ، وقال النحاس الخبر لا يزال بنيانهم ، وفيه بعد ، وذكر بعض أنه أفصح ، وقال المهدوى الخبر محذوف أى معذبون أو مهلكون ، أو من المنافقين ، وذلك قراءة نافع ، وابن عامر ، وأبى جعفر ، وشيبة وغيرهم ، وقرأ غيرهم بالواو عطفا على آخرون ، أو على الابتداء والخبر ما ذكرنا وجهة ، أو يقدر لمن وصفنا الذين ، أو منصوب على الاشتغال على ما مر ، أو مفعول لازم محذوفا . { اتَّخذُوا مسْجداً ضِراراً } مفعول لأجله مصدر ضار بالتشديد أو بنوه مضارة للمؤمنين ، والنبى صلى الله عليه وسلم ، وليست المفاعلة على بالها { وكُفْراً } منهم ، أو تقوية للنفاق والشرك ، { وتَفْريقا بَيْن المؤمِنينَ } الذين يجتمعون فى مسجد قباء ، أرادوا تفريقهم باختلاف الكلمة ، وبالصرف إلى مسجدهم { وإرْصاداً } ترقبا ، وأجيز تلك المصادر أحوالا مبالغة ، أو بتقدير مضاف ، أو بالتأويل بالوصف . { لمَنْ حَاربَ } وقرأ الأعمش للذين حاربُوا { اللهَ ورسُولَه } وهو أبو عامر لراهب لعنه الله ، وهو والد حنظلة غسيل الملائكة ، ولقب عبد عمر ، وكانت أمه من الروم ، وكان يتعبد فى الجاهلية ، ولبس المسموح وترهب وتنصر ، فسمى راهبا ، وكان سيدا فى قومه ، وقريبا من عبد الله بن أبى بن سلول ، ترقبوه أن يأتى من الشام فيصلى فيه ، وترقبوه أن يتقوى بالاجتماع فيه { مِنْ قَبلُ } متعلق بحارب ، أى من قبل اتخاذ المسجد . " قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم ، ولم يزل يقاتل إلى يوم حنين فانهزم مع هوازن ، وهرب إلى الشام ليأتى من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يجمع الجيوش يوم الأحزاب ، وانهزم وخرج إلى الشام لذلك ، ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال له ما هذا الدين الذى جئت به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جئت بالحنيفية دين إبراهيم " قال فأنا عليها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لست عليها " فقال بلا ولكنك أدخلت فى الحنيفية ما ليس فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما فعلت ، ولكن جئت بها بيضاء تقية " فقال أمات الله الكاذب منَّا طريدا وحيدا غريبا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمين " وسماه الناس أبا عامر الكذاب ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الفاسق . ولما ذهب إلى الشام ليأتى بالروم ، وقد أرسل إلى المنافقين أن استعدوا ما استطعتم من قوة وسلاح ، وابنوا مسجدا ، فإنى ذاهب إلى قيصر لآتى بجند من الروم ، فأخرج محمد وأصحابه ، فبنوه . مات بقنسرين بكسر القاف وفتح النون وكسرها مشددة بلدة بالشام طريدا وحيدا غريبا " . أو من قبل متعلق باتخذوا " لما روى أنهم بنوه من قبل أن ينافق هؤلاء بالتخلف عن غزوة تبوك ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيه ليتخذوه مسجدا ، ويدعو لهم بالبركة ، وهم بنو غنم بن عوف ، وبنو سالم بن عوف ، أقارب لبنى عمرو بن عوف ، فقال " أنا على جناح سفر " وإذا قدمنا صلينا فيه إن شاء الله " . روى أنهم اثنا عشر وديعة بن ثابت ، وحزام بن خالد ، ومن داره أخرج هذا المسجد وثعلبة بن حاطب ، وحارثة بن عمرو ، وأبناؤهم مجمع ، وزيد ، ومعتب بن قشير ، وعبادة بن حنيف ، وأبو حبيبة بن الأزعر ، ونبتل بن الحارث ، ويخرج بن ضبية ، وبجاد بن عثمان ، وزعموا أنه بنوه لذى الحاجة ، والعلة ، والليلة المطيرة ، والشاتية ، فصدقهم وهم إنما بنوه لأبى عامر اللعين إذا قدم من الشام ، وتوهينا للإسلام ، ولئلا يصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحسد النبى عمرو بن عوف لما بنو مسجد قباء ، فسألوا رضى الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيه فصلى ، وكان لهم شرف بذلك . وروى قعيصة فلما رجع من تبوك أعاد له أصحاب مسجد الضرار أن يصلى فيه ، فنزلت الآية ، وقيل سألوه قبل ذهابه إلى تبوك ، فأخذ ثوبه ليصلى فيه فنزلت ، وعلى الروايتين دعا بمالك بن الدخشم ، ومعن بن عدى ، وأخاه عاصم العجلانيين ، وعامر بن السكين ، ووحشى قاتل حمزة فقال " انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه " فأخذ ثوبه ليصلى فيه فنزلت ، وعلى الروايتين دعا بمالك بن الدخشم ، فقال مالك أنظرونى حتى أخرج إليكم بنار ، فدخل أهله فأخذ من سعف النخل فأشعله ، ثم خرجوا يشدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله ، فحرقوه وهدموه ، وتفرق أهله عنه ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ كناسة تلقى فيها الجيف والنتن . وروى أنه لما قفل راجعا من تبوك ، وكان بذى أوان ، بينه وبين المدينة ساعة ، نزل عليه خبر مسجد الضرار ، وذكر النقاش أنه بعث لهدمه عمار بن ياسر ، ووحشيا مولى المطعم بن عدى ، وكان يؤمهم فيه مجمع بن حارثة المذكور ، وكان شابا يقرأ القرآن ولا يدرى ما أرادوا ببنائه ، ولما كانت خلافة عمر رضى الله عنه سأله بنو عامر بن عوف أن يأذن لجمع بن حارثة أن يؤمهم فى مسجد قباء ، فقال لا ، أليس هو إمام مسجد الضرار ؟ فقال يا أمير المؤمنين لا تعجل علىَّ فوالله لقد صليت فيه وأنا لا أعلم ما أضمروا ، ولو علمت ما فعلت وكنت غلاما أقرأ وهم شيوخ لا يقرءون ، فصدقه عمر فأذن له . وروى أن أبا عامر الكذاب الفاسق ، لما رد الله الأحزاب بغيظهم ، أقام بمكة مظهر العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما فتحت مكة هرب إلى الطائف ، ولما أسلم أهل الطائف هرب إلى الشام ، وكتب إلى المنافقين أن ابنوا لى مسجدا ، وإنى ذاهب أستنصر بالروم ، فإذا جئت صليت فيه . { وليحْلفُنَّ إنْ أردْنا } ببنائه { إلا } الخصلة { الحُسْنى } وهى الصلاة والذكر ، والتوسعة على المصلين الذين لا يستطيعون ، أو الإرادة الحسنى ، وهى إرادة الصلاة وما ذكر ، وروى أن الحالف يخرج المذكور ، وقرأ ابن أبى عبلة ما أردنا إلا الحسنى . { واللهُ يشْهدُ إنَّهم لكاذِبُونَ } فى حلفهم ، وروى أنهم بنوه وقالوا إما أن يأتينا محمد ، وإما أن نأتيه ، وروى أنهم بنوه بلا أمر أبى عامر وقالوا نستأثره .