Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 9-10)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ اشْتَروا بآياتِ الله ثمناً قَليلاً } استبدلوا بالقرآن عرضا يسيرا ، وهو اتباع الأهواء والشهوات ، شبه تركهم القرآن مع تمكنهم من اتباعه ببيعه . { فَصدُّوا } أى أعرضوا ، فهو لازم ، أو منعوا الناس فهو متعد ، والفاء للسببية تفيد أن الاشتراء سبب للصد { عَنْ سَبِيلهِ } دينه وهو شامل للطواف بالبيت والحج ، قيل أو سبيله سبيل بيته ، فحذف المضاف ، وذلك أنهم منعوا الناس عن المسجد الحرام والحج ، والصحيح الأول لأنه الظاهر بلا حذف ، ولأنه عام فيشمل كل إعراض أو منع عن دين الله ، مثل إمداد أهل الطائف قريشا بالأموال ليقووا على حرب رسول الله صلى الله وسلم وغير ذلك ، وقد ذكر عن ابن عباس أن هذا فى إمداد أهل الطائف . { إنَّهم سَاءَ } بئس ، ولو قدر له مفعول ، أى ساء المؤمنين لم يكن من باب بئس ، لكنه ضعيف { ما كانُوا يعْمَلون } هذا العمل من الشراء والصد والنقض ، وعدم رقبهم الإل والذمة ، أو غير ذلك ، وقد قيل إن المخصوص بالذم هو عدم رقبهم الإل والذمة ، وأن قوله { لا يرْقُبونَ فى مُؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةً } تفسير له لا تكرير ، والواضح أن المخصوص بالذم عام كما رأيت ، وهذا تكرير لعدم مراقبتهم الإل والذمة تهييجا على قتالهم ، وإشعارا بأن عداوتهم بحسب الإيمان ، إذ قال { فى مؤمن } وقد يقال بهذا إنه لا تكرير ، إذ ليس فى لفظ الأول ما يدل على أنها بحسب الإيمان إلا ما يعلم من المقام ، وقال الحسن يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم ، وأكثرهم فاسقون ، ذلك فى المنافقين و { اشتروا بآيات الله } إلى قوله { ذمة } فى الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعام ، وندبهم على وجه من وجوه النقض ، فأجابوا ، وقالوا هذا مجاهد ، وقيل فى اليهود . قال عياض هذا وإن كانت ألفاظ الآية تقتضيه فما قبلها وما بعدها يردانه ، والصحيح حمل ذلك كله على العموم ، ولا وجه لرد بعض الضمائر إلى شىء ، وبعضها إلى آخر ، فإنه ضعيف ولا سيما أنه لم يتقدم ذكر هؤلاء المنافقين على الخصوص ، ثم ذكر الأعراب أو اليهود ، بل تقدم ما هو عام وهو لفظ المشركين ، فإن أراد أصحاب هذه الأقوال أن الضمائر راجعة إلى المشركين عموما ، وأن خصلة كذا صادقة فى المنافقين ، وخصلة كذا فى الأعراب ، أو خصلة كذا فى اليهود صح ، كما تقول جاء الناس وأكلوا وشربوا وناموا ، مع أن الأكل صدر من بعضهم مثلا ، والشرب من بعض ، والنوم من بعض ، ولا يقال إن المشركين لا يشتمل المنافقين ، لأن النفاق قد يكون بإسرار الشرك { وأولئِكَ هُم المعْتَدونَ } المجاورون الحد بالعداوة والنقض .