Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 7-7)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } تقدّم في « الأعراف » بيانه والحمد لله . { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ } بيّن أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء . قال كعب : خلق الله ياقوتة خضراء فنظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد من مخافة الله تعالى فلذلك يرتعد الماء إلى الآن وإن كان ساكناً ، ثم خلق الريح فجعل الماء على مَتْنها ، ثم وضع العرش على الماء . وقال سعيد بن جُبير عن ٱبن عباس : أنه سئل عن قوله عز وجل : { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ } فقال : على أي شيء كان الماء ؟ قال : على مَتْن الرَّيح . وروى البخاريّ " عن عِمْران بن حُصَين . قال : كنت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال : « ٱقبلوا البشرى يا بني تميم » قالوا : بَشَّرْتَنَا فأعطِنا مرتين فدخل ناس من أهل اليمن فقال : « ٱقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم » قالوا : قَبِلنا ، جئنا لنتفقه في الدِّين ، ولنسألك عن هذا الأمر ما كان ؟ قال : « كان اللَّهُ ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء ثم خلق السمواتِ والأرضَ وكتب في الذِّكْر كلّ شيء » ثم أتاني رجل فقال : يا عِمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها فإذا هي يقطَعُ دونها السَّرابُ وايمُ اللّهِ لودِدْت أنها قد ذهبتْ ولم أقم " . قوله تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أي خلق ذلك لِيبتلي عباده بالاعتبار والاستدلال على كمال قدرته وعلى البعث . وقال قَتَادة : معنى { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [ هود : 11 ] أيكم أتمّ عقلاً . وقال الحسن وسفيان الثّوريّ : أيكم أزهد في الدنيا . وذكر أن عيسى عليه السلام مرّ برجل نائم فقال : يا نائم قم فتعبَّدْ ، فقال : يا رُوح الله قد تَعبَّدتُ ، فقال « وبم تَعَبَّدتَ » ؟ قال : قد تركت الدنيا لأهلها قال : نَمْ فقد فقتَ العابدين . الضّحاك : أيكم أكثر شكراً . مقاتل : أيكم أتقى لله . ٱبن عباس : أيكم أعمل بطاعة الله عز وجل . ورُوي عن ٱبن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا : { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } قال : " أيكم أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله " فجمع الأقاويل كلها ، وسيأتي في « الكهف » هذا أيضاً إن شاء الله تعالى . وقد تقدّم معنى الابتلاء . { وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ } أي دللت يا محمد على البعث . { مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ } وذكرت ذلك للمشركين لقالوا : هذا سحر . وكسِرت « إنّ » لأنها بعد القول مبتدأة . وحكى سيبويه الفتح . { لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } فتحت اللام لأنه فعل متقدم لا ضمير فيه ، وبعده { لَيَقُولُنَّ } لأن فيه ضميراً . و { سِحْرٌ } أي غرور باطل ، لبطلان السحر عندهم . وقرأ حمزة والكسائي « إِنْ هَذَا إِلاَّ سَاحرٌ مُبِينٌ » كناية عن النبي صلى الله عليه وسلم .