Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 13-14)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ } في موضع رفع أي ذهابكم به . أخبر عن حزنه لغيبته . { وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ } وذلك أنه رأى في منامه أن الذئب شدّ على يوسف ، فلذلك خافه عليه قاله الكلبيّ . وقيل : إنه رأى في منامه كأنه على ذروة جبل ، وكأن يوسف في بطن الوادي ، فإذا عشرة من الذئاب قد احتوشته تريد أكله ، فدرأ عنه واحد ، ثم انشقّت الأرض فتوارى يوسف فيها ثلاثة أيام فكانت العشرة إخوته ، لما تمالؤوا على قتله ، والذي دافع عنه أخوه الأكبر يهوذا ، وتواريه في الأرض هو مقامه في الجب ثلاثة أيام . وقيل : إنما قال ذلك لخوفه منهم عليه ، وأنه أرادهم بالذئب فخوفه إنما كان من قتلهم له ، فكنى عنهم بالذئب مساترة لهم قال ابن عباس : فسماهم ذئاباً . وقيل : ما خافهم عليه ، ولو خافهم لما أرسله معهم ، وإنما خاف الذئب لأنه أغلب ما يخاف في الصحارى . والذئب مأخوذ من تَذَاءبت الريح إذا جاءت من كل وجه كذا قال أحمد بن يحيـى قال : والذئب مهموز لأنه يجيء من كل وجه . وروى ورش عن نافع « الذِّيبُ » بغير همز ، لما كانت الهمزة ساكنة وقبلها كسرة فخففها صارت ياء . { وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } أي مشتغلون بالرعي . قوله تعالى : { قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } أي جماعة نرى الذئب ثم لا نرده عنه . { إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } أي في حفظنا أغنامنا أي إذا كنا لا نقدر على دفع الذئب عن أخينا فنحن أعجز أن ندفعه عن أغنامنا . وقيل : « لَخَاسِرُونَ » لجاهلون بحقه . وقيل : لعاجزون .