Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 63-65)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } لأنه قال لهم : « فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي » وأخبروه بما كان من أمرهم وإكرامهم إياه ، وأن شمعون مرتهن حتى يعلم صدق قولهم . { فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ } أي قالوا عند ذلك : « فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ » والأصل نكتال فحذفت الضمة من اللام للجزم ، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين . وقراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم « نَكْتَلْ » بالنون وقرأ سائر الكوفيين « يكتل » بالياء والأوّل ٱختيار أبي عبيد ، ليكونوا كلهم داخلين فيمن يكتال وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده . قال النحاس : وهذا لا يلزم لأنه لا يخلو الكلام من أحد جهتين أن يكون المعنى : فأرسل أخانا يكتل معنا فيكون للجميع ، أو يكون التقدير على غير التقديم والتأخير فيكون في الكلام دليل على الجميع ، لقوله : « فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي » . { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } من أن يناله سوء . قوله تعالى : { قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ } أي قد فرطتم في يوسف فكيف آمنكم على أخيه ! . { فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا } نصب على البيان ، وهذه قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم . وقرأ سائر الكوفيين « حَافِظاً » على الحال . وقال الزّجاج : على البيان وفي هذا دليل على أنه أجابهم إلى إرساله معهم ومعنى الآية : حفظ الله له خير من حفظكم إياه . قال كعب الأحبار : لما قال يعقوب : « فَاللَّهُ خَيْرُ حَافِظاً » قال الله تعالى : وعزتي وجلالي لأردّنّ عليك ٱبنيك كليهما بعدما توكّلت عليّ . قوله تعالى : { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ } الآية ليس فيها معنى يشكل . { مَا نَبْغِي } « ما » ٱستفهام في موضع نصب والمعنى : أي شيء نطلب وراء هذا ؟ ٰ وفَّى لنا الكيل ، وردّ علينا الثمن أرادوا بذلك أن يُطيّبوا نفس أبيهم . وقيل : هي نافية أي لا نبغي منك دراهم ولا بضاعة ، بل تكفينا بضاعتنا هذه التي ردّت إلينا . ورُوي عن عَلْقَمة « رِدّتْ إِلَيْنَا » بكسر الراء لأن الأصل ردِدت فلما أدغم قلبت حركة الدال على الراء . وقوله : { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } أي نجلب لهم الطعام قال الشاعر : @ بَعَثْتُكَ مائِراً فمكَثْتَ حَوْلاً مَتَى يأتِي غِيَاثُكَ مَن تُغِيثُ @@ وقرأ السُّلَميّ بضم النون ، أي نعينهم على المِيرة . { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } أي حِمْل بعير لبنيامين .