Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } أي لفرط إنكارهم وتكذيبهم يطلبون العذاب قيل هو قولهم : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآء } [ الأنفال : 32 ] . قال قتادة : طلبوا العقوبة قبل العافية وقد حكم سبحانه بتأخير العقوبة عن هذه الأمة إلى يوم القيامة . وقيل : « قَبْلَ الْحَسَنَةِ » أي قبل الإيمان الذي يرجى به الأمان والحسنات . و { ٱلْمَثُلاَتُ } العقوبات الواحدة مَثُلَة . ورُوي عن الأعمش أنه قرأ « المُثْلاَت » بضم الميم وإسكان الثاء وهذا جمع مُثْلَة ، ويجوز « المَثْلاَت » تبدل من الضمة فتحة لثقلِها ، وقيل : يُؤْتى بالفتحة عِوَضاً من الهاء . وروي عن ٱلأعمش أنه قرأ « ٱلْمَثْلاَت » بفتح الميم وإسكان الثاء فهذا جمع مُثْلة ، ثم حَذف الضمة لثقلها ذكره جميعه النحاس رحمه الله . وعلى قراءة الجماعة واحدة مَثُلة ، نحو صَدُقة وصُدْقَة وتميم تضم الثاء وٱلميم جميعاً ، واحدها على لغتهم مُثْلة ، بضم الميم وجزم الثاء مثل : غُرْفة وغُرُفات والفعل منه مَثَلْتُ به أَمْثُلُ مَثْلا ، بفتح الميم وسكون الثاء . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } أي لذو تجاوز عن المشركين إذا آمنوا ، وعن المذنبين إذا تابوا . وقال ٱبن عباس : أرجى آية في كتاب الله تعالى { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } إذا أصروا على الكفر . وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : لما نزلت : « وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب » قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه لما هَنَأَ أحداً عيشٌ ولولا عقابه ووعيده وعذابه لاتَّكَل كل أحد " . قوله تعالى : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ } أي هلا { أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } لما ٱقترحوا الآيات وطلبوها قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } أي مُعْلِم . { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } أي نبيّ يدعوهم إلى الله . وقيل : الهادي الله أي عليك الإنذار ، والله هادي كل قوم إن أراد هدايتهم .