Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 11-12)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي في الصورة والهيئة كما قلتم . { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي يتفضّل عليه بالنبوّة . وقيل بالتوفيق والحكمة والمعرفة والهداية . وقال سهل بن عبد الله : بتلاوة القرآن وفهم ما فيه . قلت : وهذا قول حسن وقد خرّج الطبريّ من حديث ابن عمر قال قلت لأبي ذرّ : يا عمّ أوصني قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : " ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله فيه صدقة يمنّ بها على من يشاء من عباده وما منّ الله تعالى على عباده بمثل أن يُلهمهم ذِكره " . { وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ } أي بحجة وآية . { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي بمشيئته ، وليس ذلك في قدرتنا أي لا نستطيع أن نأتي بحجة كما تطلبون إلا بأمره وقدرته فلفظه لفظ الخبر ، ومعناه النفي ، لأنه لا يحظر على أحد ما لا يقدر عليه . { وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } تقدّم معناه . قوله تعالى : { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } « ما » استفهام في موضع رفع بالابتداء ، و « لَنَا » الخبر ، وما بعدها في موضع الحال التقدير : أيّ شيء لنا في ترك التوكل على الله . { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي الطريق الذي يوصل إلى رحمته ، وينجي من سخطه ونقمته . { وَلَنَصْبِرَنَّ } لام قسم مجازه : والله لنصبرن { عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا } به ، أي من الإهانة والضرب ، والتكذيب والقتل ، ثقة بالله أنه يكفينا ويثيبنا . { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } . ]