Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 13-14)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ } اللام لام قسم أي والله لنخرجنكم . { أَوْ لَتَعُودُنَّ } أي حتى تعودوا أو إلا أن تعودوا قاله الطبريّ وغيره . قال ابن العربي : وهو غير مفتقر إلى هذا التقدير فإنّ « أوْ » على بابها من التخيير خيّر الكفار الرسل بين أن يعودوا في مِلتهم أو يخرجوهم من أرضهم وهذه سِيرة الله تعالى في رسله وعباده ألا ترى إلى قوله : { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاًسُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا } [ الإسراء : 76 ] وقد تقدم هذا المعنى في « الأعراف » وغيرها . { فِي مِلَّتِنَا } أي إلى ديننا ، { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ } . قوله تعالى : { ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } أي مقامه بين يديّ يوم القيامة فأضيف المصدر إلى الفاعل . والمقام مصدر كالقيام يقال : قام قياماً ومَقَاماً وأضاف ذلك إليه لاختصاصه به . والمقام بفتح الميم مكان الإقامة ، وبالضم فعل الإقامة و « ذَلِكَ لَمَنْ خَافَ مَقَامي » أي قيامي عليه ، ومراقبتي له قال الله تعالى : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [ الرعد : 33 ] . وقال الأخفش : { ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي } أي عذابي ، « وَخَافَ وَعِيدِ » أي القرآن وزواجره . وقيل : إنه العذاب . والوعيد الاسم من الوعد .