Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 88-88)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالُواْ } يعني اليهود « قُلُوبُنَا غُلْفٌ » بسكون اللام جمع أغلف أي عليها أغطية . وهو مثل قوله : { قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [ فصلت : 55 ] أي في أوْعية . قال مجاهد : { غُلْفٌ } عليها غشاوة . وقال عكرمة : عليها طابع . وحكى أهل اللغة غَلّفت السيف جعلت له غلافاً فَقَلْبٌ أغلف ، أي مستور عن الفهم والتمييز . وقرأ ٱبن عباس والأعرج وٱبن مُحَيْصِن « غُلُف » بضم اللام . قال ٱبن عباس : أي قلوبنا ممتلئة علماً لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره . وقيل : هو جمع غِلاف مثل خِمار وخُمُر أي قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم عنك وقد وَعَينا علما كثيرا ! وقيل : المعنى فكيف يعزب عنها علم محمد صلى الله عليه وسلم . فردّ الله تعالى عليهم بقوله : { بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } ثم بيّن أن السبب في نفورهم عن الإيمان إنما هو أنهم لُعِنوا بما تقدّم من كفرهم وٱجترائهم وهذا هو الجزاء على الذنب بأعظم منه . وأصل اللَّعن في كلام العرب الطّرد والإبعاد . ويقال للذئب : لعين . وللرجل الطريد : لعين وقال الشماخ : @ ذَعَرْتُ به القَطا ونَفَيْتُ عنه مَقامَ الذّئب كالرجل اللّعينِ @@ ووجه الكلام : مقام الذئب اللعين كالرجل فالمعنى أبعدهم الله من رحمته . وقيل : من توفيقه وهدايته . وقيل : من كل خير وهذا عام . « فقليلاً » نعت لمصدر محذوف تقديره فإيماناً قليلاً ما يؤمِنون . وقال مَعْمَر : المعنى لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم ويكفرون بأكثره ويكون « قليلاً » منصوب بنزع حرف الصفة . و « ما » صلة أي فقليلاً يؤمنون . وقال الواقدي : معناه لا يؤمنون قليلاً ولا كثيراً كما تقول : ما أقلَّ ما يفعل كذا أي لا يفعله ألْبَتّة . وقال الكسائي : تقول العرب مَررْنا بأرضٍ قلَّ ما تنبت الكُرّاث والبصل أي لا تنبت شيئاً .