Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 89-89)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَمَّا جَآءَهُمْ } يعني اليهود . { كِتَابٌ } يعني القرآن . { مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ } نعت لكتاب ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أُبَيَّ بالنصب فيما رُوِيَ . { لِّمَا مَعَهُمْ } يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيهما . { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ } أي يستنصرون . والاستفتاح الاستنصار . استفتحت : ٱستنصرت . وفي الحديث : كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم . ومنه { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } . والنصر : فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب . وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " وروى النسائي أيضاً عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أَبْغُونِي الضعيف فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم " قال ٱبن عباس : كانت يهود خَيْبر تقاتل غَطَفان فلما التقوا هزمت يهود ، فعادت يهود بهذا الدعاء وقالوا : إنا نسألك بحق النبيّ الأُميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا تنصرنا عليهم . قال : فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بُعث النبيّ صلى الله عليه وسلم كفروا فأنزل الله تعالى : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي بك يا محمد ، إلى قوله : { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } . قوله تعالى : { وَلَمَّا جَآءَهُمُ } جواب « لَمّا » الفاءُ وما بعدها في قوله : { فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ } في قول الفَرّاء وجواب « لمّا » الثانية « كفروا » . وقال الأخفش سعيد : جواب « لما » محذوف لعلم السامع وقاله الزجاج . وقال المبرد : جواب « لما » في قوله : « كفروا » ، وأعيدت « لما » الثانية لطول الكلام . ويفيد ذلك تقرير الذنب وتأكيداً له .