Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 105-106)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ } الزبور والكتاب واحد ولذلك جاز أن يقال للتوراة والإنجيل زبور . زَبرت أي كتبت وجمعه زُبُر . وقال سعيد بن جبير : « الزّبور » التوراة والإنجيل والقرآن . { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } الذي في السماء { أَنَّ ٱلأَرْضَ } أرض الجنة { يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } رواه سفيان عن الأعمش عن سعيد بن جبير . الشعبي : « الزّبور » زبور داود ، و « الذكر » توراة موسى عليه السلام . مجاهد وابن زيد : « الزّبور » كتب الأنبياء عليهم السلام ، و « الذّكر » أم الكتاب الذي عند الله في السماء . وقال ابن عباس : « الزّبور » الكتب التي أنزلها الله من بعد موسى على أنبيائه ، و « الذكر » التوراة المنزلة على موسى . وقرأ حمزة « فِي الزُّبُورِ » بضم الزاي جمع زِبْرٍ . { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } أحسن ما قيل فيه أنه يراد بها أرض الجنة كما قال سعيد بن جبير لأن الأرض في الدنيا قد ورثها الصالحون وغيرهم . وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما . وقال مجاهد وأبو العالية : ودليل هذا التأويل قوله تعالى : { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } [ الزمر : 74 ] وعن ابن عباس : أنها الأرض المقدّسة . وعنه أيضاً : أنها أرض الأمم الكافرة ترثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالفتوح . وقيل : إن المراد بذلك بنو إسرائيل بدليل قوله تعالى : { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } [ الأعراف : 137 ] وأكثر المفسرين على أن المراد بالعباد الصالحين أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقرأ حمزة « عِبَادِي الصَّالِحُونَ » بتسكين الياء . { إِنَّ فِي هَـٰذَا } أي فيما جرى ذكره في هذه السورة من الوعظ والتنبيه . وقيل : إن في القرآن { لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } قال أبو هريرة وسفيان الثوري : هم أهل الصلوات الخمس . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : « عابدين » مطيعين . والعابد المتذلل الخاضع . قال القشيري : ولا يبعد أن يدخل فيه كل عاقل لأنه من حيث الفطرة متذلل للخالق ، وهو بحيث لو تأمل القرآن واستعمله لأوصله ذلك إلى الجنة . وقال ابن عباس أيضاً : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يصلون الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان . وهذا هو القول الأوّل بعينه .