Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وَعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } . إن قيل : كيف قال { أَذَلِك خَيْرٌ } ولا خير في النار فالجواب أن سيبويه حكى عن العرب : الشقاء أحب إليك أم السعادة ، وقد علم أن السعادة أحبّ إليه . وقيل : ليس هو من باب أفعل منك ، وإنما هو كقولك : عنده خير . قال النحاس : وهذا قول حسن كما قال : @ فشرُّكما لخير كما الفِداء @@ قيل : إنما قال ذلك لأن الجنة والنار قد دخلتا في باب المنازل فقال ذلك لتفاوت ما بين المنزلتين . وقيل : هو مردود على قوله : { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ } الآية . وقيل : هو مردود على قوله : { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } . وقيل : إنما قال ذلك على معنى عِلمكم واعتقادكم أيها الكفار وذلك أنهم لما كانوا يعملون عمل أهل النار صاروا كأنهم يقولون إن في النار خيراً . قوله تعالى : { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ } أي من النعيم . { خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } قال الكلبيّ : وعد الله المؤمنين الجنة جزاءً على أعمالهم ، فسألوه ذلك الوعد فقالوا : { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } [ آل عمران : 194 ] . وهو معنى قول ابن عباس . وقيل : إن الملائكة تسأل لهم الجنة دليله قوله تعالى : { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ } [ غافر : 8 ] الآية . وهذا قول محمد ابن كعب القُرظِي . وقيل معنى { وَعْداً مَسْئُولاً } أي واجباً وإن لم يكن يسأل كالدَّين حكي عن العرب : لأعطينك ألفاً . وقيل : { وَعْداً مَسْئُولاً } يعني أنه واجب لك فتسأله . وقال زيد بن أسلم : سألوا الله الجنة في الدنيا ورغِبوا إليه بالدعاء ، فأجابهم في الآخرة إلى ما سألوا وأعطاهم ما طلبوا . وهذا يرجع إلى القول الأول .