Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 4-6)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني مشركي قريش . وقال ابن عباس : القائل منهم ذلك النضر بن الحرث وكذا كلّ ما في القرآن فيه ذكر الأساطير . قال محمد بن إسحاق : وكان مؤذياً للنبيّ صلى الله عليه وسلم . { إِنْ هَـٰذَا } يعني القرآن . { إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ } أي كذب اختلقه . { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يعني اليهود قاله مجاهد . وقال ابن عباس : المراد بقوله : { قَوْمٌ آخَرُونَ } أبو فُكَيْهة مولى بني الحضرمي وعدّاس وجبر ، وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب . وقد مضى في « النحل » ذكرهم . { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً } أي بظلم . وقيل : المعنى فقد أتوا ظلماً . { وَزُوراً وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } قال الزجاج : واحد الأساطير أسطورة مثل أحدوثة وأحاديث . وقال غيره : أساطير جمع أسطار مثل أقوال وأقاويل . { ٱكْتَتَبَهَا } يعني محمداً . { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه وتقرأ . { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } حتى تحفظ . و { تملى } أصله تُملَل فأبدلت اللام الأخيرة ياء من التضعيف : كقولهم : تَقَضَّى البازي وشبهه . قوله تعالى : { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي قل يا محمد أنزل هذا القرآن الذي يعلم السر ، فهو عالم الغيب ، فلا يحتاج إلى معلم . وذكر { السر } دون الجهر لأنه من علم السر فهو في الجهر أعلم . ولو كان القرآن مأخوذاً من أهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها ، وقد جاء بفنون تخرج عنها ، فليس مأخوذاً منها . وأيضاً ولو كان مأخوذاً من هؤلاء لتمكن المشركون منه أيضاً كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه . { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } يريد غفوراً لأوليائه رحيماً بهم .