Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالُواْ مَا لِهَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } . فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : { وَقَالُواْ } ذكر شيئاً آخر من مطاعنهم . والضمير في { قالُوا } لقريش وذلك أنهم كان لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس مشهور ، وقد تقدّم في { سبحان } . ذكره ابن إسحاق في السيرة وغيره . مضمنه أن سادتهم عتبة بن ربيعة وغيره اجتمعوا معه فقالوا : يا محمد ! إن كنت تحب الرياسة ولّيناك علينا ، وإن كنت تحب المال جمعنا لك من أموالنا فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك رجعوا في باب الاحتجاج معه فقالوا : ما بالك وأنت رسول الله تأكل الطعام ، وتقف بالأسواق ! فعيّروه بأكل الطعام لأنهم أرادوا أن يكون الرسول ملكاً ، وعيّروه بالمشي في الأسواق حين رأوا الأكاسرة والقياصرة والملوك الجبابرة يترفعون عن الأسواق ، وكان عليه السلام يخالطهم في أسواقهم ، ويأمرهم وينهاهم فقالوا : هذا يطلب أن يتملك علينا ، فما له يخالف سيرة الملوك فأجابهم الله بقوله ، وأنزل على نبيه : { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } فلا تغتم ولا تحزن ، فإنها شكَاة ظاهر عنك عارها . الثانية : دخول الأسواق مباح للتجارة وطلب المعاش . وكان عليه السلام يدخلها لحاجته ، ولتذكرة الخلق بأمر الله ودعوته ، ويعرِض نفسه فيها على القبائل ، لعلّ الله أن يرجع بهم إلى الحق . وفي البخاري في صفته عليه السلام : « ليس بفظٍّ ولا غلِيظ ولا سخَّاب في الأسواق » وقد تقدّم في { الأعراف } . وذكر السوق مذكور في غير ما حديث ، ذكره أهل الصحيح . وتجارة الصحابة فيها معروفة ، وخاصة المهاجرين كما قال أبو هريرة : وإن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصَّفْق بالأسواق خرجه البخاري . وسيأتي لهذه المسألة زيادة بيان في هذه السورة إن شاء الله . قوله تعالى : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ } أي هلاّ . { فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } جواب الاستفهام . { أَوْ يُلْقَىٰ } في موضع رفع والمعنى : أو هلاّ يلقى { إِلَيْهِ كَنْزٌ } { أَوْ } هلاّ { تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } { يَأْكُلُ } بالياء قرأ المدنيون وأبو عمرو وعاصم . وقرأ سائر الكوفيين بالنون ، والقراءتان حسنتان تؤدّيان عن معنى ، وإن كانت القراءة بالياء أبين لأنه قد تقدّم ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم وحده فأن يعود الضمير عليه أبين ذكره النحاس . { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } تقدّم في { سبحان } والقائل عبد الله بن الزِّبَعْرى فيما ذكره الماورديّ .