Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 9-10)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } أي ضربوا لك هذه الأمثال ليتوصلوا إلى تكذيبك . { فَضَلُّواْ } عن سبيل الحق وعن بلوغ ما أرادوا . { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } إلى تصحيح ما قالوه فيك . قوله تعالى : { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ جَنَّاتٍ } شرط ومجازاة ، ولم يدغم { جَعَلَ لَكَ } لأن الكلمتين منفصلتان ، ويجوز الإدغام لاجتماع المثلين . { وَيَجْعَل لَّكَ } في موضع جزم عطفاً على موضع { جعل } . ويجوز أن يكون في موضع رفع مقطوعاً من الأوّل . وكذلك قرأ أهل الشام . ويروى عن عاصم أيضاً : { ويَجْعَلُ لَكَ } بالرفع أي وسيجعل لك في الآخرة قصوراً . قال مجاهد : كانت قريش ترى البيت من حجارة قصراً كائناً ما كان . والقصر في اللغة الحبس ، وسمي القصر قصراً لأن مَن فيه مقصور عن أن يوصل إليه . وقيل : العرب تسمي بيوت الطين القصر . وما يتخذ من الصوف والشعر البيت . حكاه القُشَيري . وروى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خَيْثَمة قال : " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتيحها ولم يعطَ ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ، وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئاً وإن شئت جمعنا لك ذلك في الآخرة فقال : « يجمع ذلك لي في الآخرة » " فأنزل الله عز وجل : { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً } . ويروى أن هذه الآية أنزلها رضوان خازن الجنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي الخبر : " إن رضوان لما نزل سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا محمد ! رب العزة يقرئك السلام ، وهذا سَفَط فإذا سَفَط من نور يتلألأ يقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، مع أنه لا ينقص مالك في الآخرة مثل جناح بعوضة فنظر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل بيده الأرض يشير أن تواضع فقال : « يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إليّ وأن أكون عبداً صابراً شكوراً » . فقال رضوان : أصبت ! الله لك " وذكر الحديث .