Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-10)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ } هذا قول منكري البعث أي هلكنا وبطلنا وصرنا تراباً . وأصله من قول العرب : ضلّ الماء في اللبن إذا ذهب . والعرب تقول للشيء غلب عليه غيره حتى خفي فيه أثره : قد ضلّ . قال الأخطل : @ كنتَ القَذَى في موجِ أكدر مُزْبد قذف الأتيّ به فضلّ ضلالاً @@ وقال قُطْرُب : معنى ضلَلْنا غِبنا في الأرض . وأنشد قول النابغة الذبياني : @ فآبَ مُضِلّوه بعين جَلِيّة وغُودِر بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونَائِلُ @@ وقرأ ابن مُحَيصِن ويحيـى بن يعمر : « ضَلِلْنَا » بكسر اللام ، وهي لغة . قال الجوهريّ : وقد ضللت أضِل قال الله تعالى : { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي } [ سبأ : 50 ] . فهذه لغة نجد وهي الفصيحة . وأهل العالية يقولون : « ضَلِلْتُ » بكسر اللام أضَلّ . وهو ضالّ تالّ ، وهي الضلالة والتلالة . وأضلّه أي أضاعه وأهلكه . يقال : أُضِلّ الميّت إذا دفن . قال : @ فـآب مُـضِـلـوه … البيت @@ ابن السِّكّيت . أضللت بعيري إذا ذهب منك . وضللت المسجد والدار : إذا لم تعرف موضعهما . وكذلك كل شيء مقيم لا يهتدى له . وفي الحديث " لعلِّي أضِل الله " يريد أضل عنه ، أي أخفى عليه ، من قوله تعالى : { أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ } أي خفِينا . وأضله الله فضَلّ تقول : إنك تهدِي الضالّ ولا تهدِي المتضال . وقرأ الأعمش والحسن : « صَلَلْنَا » بالصاد أي أَنتنَّا . وهي قراءة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه . النحاس : ولا يعرف في اللغة صللنا ولكن يقال : صلّ اللحمُ وأصلّ ، وخَمّ وأخمّ إذا أنتن . الجوهريّ : صلّ اللحم يصلّ بالكسر صلولاً ، أي أنتن ، مطبوخاً كان أو نيئاً . قال الحُطَيئة : @ ذاك فتًى يَبذُل ذا قِدرِه لاَ يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلولُ @@ وأصَلّ مثله . { أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي نخلق بعد ذلك خلقاً جديداً ؟ ويقرأ : « أَئِنَّا » . النحاس : وفي هذا سؤال صعب من العربية يقال : ما العامل في « إِذَا » ؟ و « إِنّ » لا يعمل ما بعدها فيما قبلها . والسؤال في الاستفهام أشدّ لأن ما بعد الاستفهام أجدر ألا يعمل فيما قبله من « إن » كيف وقد اجتمعا . فالجواب على قراءة من قرأ : « إِنا » أن العامل « ضَلَلْنَا » ، وعلى قراءة من قرأ : « أَئِنَّا » أن العامل مضمر ، والتقدير أنبعث إذا متنا . وفيه أيضاً سؤال آخر ، يقال : أين جواب « إذَا » على القراءة الأولى لأن فيها معنى الشرط ؟ فالقول في ذلك أن بعدها فعلاً ماضياً فلذلك جاز هذا . { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } أي ليس لهم جحود قدرة الله تعالى عن الإعادة لأنهم يعترفون بقدرته ولكنهم اعتقدوا أن لا حساب عليهم ، وأنهم لا يلقون الله تعالى .