Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 111-112)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً } أي ذنباً { فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } أي عاقبته عائدة عليه . والكسب ما يجرّ به الإنسان إلى نفسه نفعاً أو يدفع عنه به ضررا ولهذا لا يسمى فعل الرب تعالى كسباً . قوله تعالى : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً } قيل : هما بمعنى واحد كرر لاختلاف اللفظ تأكيداً . وقال الطبري : إنما فرق بين الخطيئة والإثم أن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد ، والإثم لا يكون إلا عن عمد . وقيل : الخطيئة ما لم تتعمده خاصة كالقتل بالخطأ . وقيل : الخطيئة الصغيرة ، والإثم الكبيرة ، وهذه الآية لفظها عام يندرج تحته أهل النازلة وغيرهم . قوله تعالى : { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } قد تقدّم ٱسم البريء في البقرة . والهاء في « به » للإثم أو للخطيئة . لأن معناها الإثم ، أولهما جميعاً . وقيل : ترجع إلى الكسب . { فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } تشبيه إذ الذنوب ثِقل ووِزر فهي كالمحمولات . وقد قال تعالى : { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } [ العنكبوت : 13 ] . والبُهتان من البَهْت ، وهو أن تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريء . وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " « أتدرون ما الغِيبة » ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : « ذِكْرُك أخاك بما يكره » . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : « إن كان فيه ما تقول فقد ٱغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته » " وهذا نَصٌّ فرمي البريء بهت له . يقال : بَهتَه بَهْتاً وبَهَتاً وبُهْتَاناً إذا قال عليه ما لم يفعله . وهو بَهّات والمقول له مَبْهُوت . ويقال : بهِت الرجل بالكسر إذا دُهِش وتحيّر . وبَهُت بالضم مثله ، وأفصح منهما بُهِت ، كما قال الله تعالى : { فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } [ البقرة : 258 ] لأنه يقال : رجل مبهوت ولا يقال : باهِت ولا بَهِيت ، قاله الكسائي .