Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 49-50)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } قال ابن الأنباريّ : أجمعت العوام على كسر « إنّ » . وروي عن الحسن عن عليّ رحمه الله « ذُق أَنَّكَ » بفتح « أن » ، وبها قرأ الكسائيّ . فمن كسر « إن » وقف على « ذُقْ » . ومن فتحها لم يقف على « ذُقْ » لأن المعنى ذق لأنك وبأنك أنت العزيز الكريم . قال قتادة : نزلت في أبي جهل وكان قد قال : ما فيها أعزّ منّي ولا أكرم فلذلك قيل له : « ذُقْ إِنَّكَ أَنْت الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ » . وقال عكرمة : " التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « إن الله أمرني أن أقول لك أوْلَى لك فأولىفقال : بأي شيء تهدّدني ! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً ، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه فقتله الله يوم بدر وأذلّه ونزلت هذه الآية » " أي يقول له الملَك : ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك . وقيل : هو على معنى الاستخفاف والتوبيخ والاستهزاء والإهانة والتنقيص أي قال له : إنك أنت الذليل المهان . وهو كما قال قوم شُعيب لشعيب : { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } [ هود : 87 ] يعنون السفيه الجاهل في أحد التأويلات على ما تقدّم . وهذا قول سعيد بن جبير . { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } أي تقول لهم الملائكة : إن هذا ما كنتم تشكون فيه في الدنيا .