Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 18-18)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } أي فجأة . وهذا وعيد للكفار . { فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } أي أماراتها وعلاماتها . وكانوا قد قرءوا في كتبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء ، فَبَعْثُه من أشراطها وأدلتها ، قاله الضحاك والحسن . وفي الصحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " وضمّ السبابة والوسطى ، لفظ مسلم : وخرّجه البخاريّ والترمذيّ وابن ماجه . ويروى " بعثت والساعة كَفَرَسَيْ رِهان " وقيل : أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها . ومنه يقال للدُّون من الناس : الشَّرَط . وقيل : يعني علامات الساعة ٱنشقاق القمر والدخان ، قاله الحسن أيضاً . وعن الكلبي : كثرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الأرحام ، وقلة الكرام وكثرة اللئام . وقد أتينا على هذا الباب في كتاب « التذكرة » مستوفًى والحمد لله . وواحد الأشراط شَرَط ، وأصله الأعلام . ومنه قيل الشُّرَط ، لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها . ومنه الشَّرْط في البيع وغيره . قال أبو الأسود : @ فإن كنتِ قد أزْمَعْتِ بالصُّرْمِ بيننا فقد جعلت أشراط أوّله تبدو @@ ويقال : أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له . قال أوس بن حَجر يصف رجلاً تدلّى بحبل من رأس جبل إلى نَبْعة يقطعها ليتّخذ منها قَوْساً : @ فأشْرَط نفسه فيها وهو مُعْصِمٌ وألقى بأسبابٍ له وَتَوَكَّلا @@ { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } « أَنْ » بدل اشتمال من « الساعة » نحو قوله : { أَن تَطَئُوهُمْ } من قوله : { رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } [ الفتح : 25 ] . وقرىء « بَغَتَّةً » بوزن جَرَبَّة ، وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها وهي مَرْوِية عن أبي عمرو . الزمخشريّ : وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي عن أبي عمرو ، وأن يكون الصواب « بَغَتة » بفتح الغين من غير تشديد كقراءة الحسن . وروى أبو جعفر الرؤاسي وغيره من أهل مكة « إِنْ تَأْتِهِمْ بَغْتَةً » . قال المهدويّ : ومن قرأ « إِنْ تَأْتِهِمْ بَغْتَةً » كان الوقف على « السَّاعَةَ » ثم استأنف الشرط . وما يحتمله الكلام من الشك مردود إلى الخلق كأنه قال : إن شكُّوا في مجيئها « فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا » . قوله تعالى : { فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } « ذِكْرَاهُمْ » ابتداء و « أَنَّى لَهُمْ » الخبر . والضمير المرفوع في « جَاءَتْهُمْ » للساعة التقدير : فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة قال معناه قتادة وغيره . وقيل : فكيف لهم بالنجاة إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة قاله ابن زيد . وفي الذكرى وجهان : أحدهما تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر . الثاني هو دعاؤهم بأسمائهم تبشيراً وتخويفاً روى أبان عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك " ذكره المَاوَرْدِيّ .