Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 14-18)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } لما ذكر سبحانه خلق العالم الكبير من السماء والأرض ، وما فيهما من الدلالات على وحدانيته وقدرته ذكر خلق العالم الصغير فقال : { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } باتفاق من أهل التأويل يعني آدم . { مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } الصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة ، شبهه بالفَخَّار الذي طبخ . وقيل : هو طين خلط برمل . وقيل : هو الطين المنتن من صَلَّ اللحمُ وأَصلَّ إذا أنتن وقد مضى في « الحجر » . وقال هنا : { مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } وقال هناك : { مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [ الحجر : 26 ] . وقال : { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } [ الصافات : 11 ] وقال : { كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } [ آل عمران : 59 ] وذلك متفق المعنى وذلك أنه أخذ من تراب الأرض فعجنه فصار طيناً ، ثم ٱنتقل فصار كالحمإ المسنون ، ثم ٱنتقل فصار صلصالاً كالفخَّار . { وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } قال الحسن : الجانّ إبليس وهو أبو الجنّ . وقيل : الجانّ واحد الجنّ ، والمارج اللهب عن ٱبن عباس ، وقال : خلق الله الجانَّ من خالص النار . وعنه أيضاً من لسانها الذي يكون في طرفها إذا ٱلتهبت . وقال الليث : المارج الشُّعْلة الساطعة ذات اللهب الشديد . وعن ٱبن عباس أنه اللهب الذي يعلو النار فيختلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر ونحوه عن مجاهد وكله متقارب المعنى . وقيل : المارج كل أمر مرسل غير ممنوع ، ونحوه قول المبرد قال المبرد : المارج النار المرسلة التي لا تمنع . وقال أبو عبيدة والحسن : المارج خلط النار ، وأصله من مرج إذا ٱضطرب وٱختلط ويروى أن الله تعالى خلق نارين فمرج إحداهما بالأخرى ، فأكلت إحداهما الأخرى وهي نار السموم فخلق منها إبليس . قال القُشَيريّ : والمارج في اللغة المرسل أو المختلط وهو فاعل بمعنى مفعول كقوله : { مَّآءٍ دَافِقٍ } [ الطارق : 6 ] و { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] والمعنى ذو مرج قال الجوهري في الصحاح : و { مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } نار لا دخان لها خلق منها الجان . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . قوله تعالى : { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } أي هو رب المشرقين . وفي الصافات { وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } [ الصافات : 5 ] وقد مضى الكلام في ذلك هنالك .