Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 3-5)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } يقال : ما عامل الإعراب في الظرف من { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } ؟ ففيه أجوبة : أحدها أي وهو الله المعظَّم أو المعبود في السموات وفي الأرض كما تقول : زيد الخليفة في الشرق والغرب أي حُكْمه . ويجوز أن يكون المعنى وهو الله المنفرد بالتدبير في السموات وفي الأرض كما تقول : هو في حاجات الناس وفي الصلاة ، ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر ويكون المعنى : وهو الله في السموات وهو الله في الأرض . وقيل : المعنى وهو الله يعلم سِرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض فلا يخفى عليه شيء قال النحاس : وهذا من أحسن ما قيل فيه . وقال محمد بن جَرير : وهو الله في السموات ويَعلم سِرّكم وجهركم في الأرض فيعلم مقدّم في الوجهين ، والأول أسلم وأبعد من الإشكال . وقيل غير هذا . والقاعدة تنزيهه جل وعز عن الحركة والانتقال وشَغْل الأمكنة . { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } أي من خير وشر . والكسب الفعل لاجتلاب نفع أو دفع ضرر ولهذا لا يقال لفعل الله كَسْبٌ . قوله تعالى : { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ } أي علامة كانشقاق القمر ونحوها . و « مِنْ » لاستغراق الجنس تقول : ما في الدار من أحد . { مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } « مِنْ » الثانية للتبعيض . و { مُعْرِضِينَ } خبر « كَانُوا » . والإعراض ترك النظر في الآيات التي يجب أن يستدلوا بها على توحيد الله جل وعز من خلق السموات والأرض وما بينهما ، وأنه يرجع إلى قديم حي غنيّ عن جميع الأشياء ، قادر لا يعجزه شيء ، عالم لا يخفى عليه شيء من المعجزات التي أقامها لنبيه صلى الله عليه وسلم ليُستَدلّ بها على صدقه في جميع ما أتى به . قوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبُواْ } يعني مشركي مكة . { بِٱلْحَقِّ } يعني القرآن ، وقيل : بمحمد صلى الله عليه وسلم . { فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ } أي يَحلّ بهم العقاب وأراد بالأنباء وهي الأخبار العذاب كقولك : ٱصبر وسوف يأتيك الخبر أي العذاب والمراد ما نالهم يوم بَدْر ونحوه . وقيل : يوم القيامة .