Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 18-18)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } أي على الله دليله : { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً } [ الكهف : 48 ] وليس ذلك عرضاً يعلم به ما لم يكن عالماً به ، بل معناه الحساب وتقرير الأعمال عليهم للمجازاة . وروى الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُعْرض الناس يومَ القيامة ثلاث عَرْضات فأما عَرْضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذٌ بيمينه وآخذ بشماله " خرجه الترمذيّ قال : ولا يصح مِن قِبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة . { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } أي هو عالم بكل شيء من أعمالكم . فـ « ـخَافِيَةٌ » على هذا بمعنى خَفِيّة ، كانوا يخفونها من أعمالهم قاله ابن شجرة . وقيل : لا يخفى عليه إنسان أي لا يبقى إنسان لا يحاسَب . وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : لا يخفى المؤمن من الكافر ولا البَرُّ من الفاجر . وقيل : لا تستتر منكم عَوْرَةٌ . كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " يُحْشَر الناس حفاةً عُراةً " وقرأ الكوفيون إلا عاصماً « لاَ يَخْفَى » بالياء لأن تأنيث الخافية غير حقيقي نحو قوله تعالى : { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ } [ هود : 67 ] واختاره أبو عبيد لأنه قد حال بين الفعل وبين الاسم المؤنث الجارُّ والمجرور . الباقون بالتاء . واختاره أبو حاتم لتأنيث الخافية .