Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 19-21)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } يعني الكافر ، عن الضحاك . والهلعَ في اللغة : أشدّ الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه . وكذلك قال قتادة ومجاهد وغيرهما . وقد هَلِع بالكسر يَهْلَع فهو هَلِع وهَلُوع ، على التكثير . والمعنى أنه لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل فيهما ما لا ينبغي . عِكرمة : هو الضَّجور . الضحاك : هو الذي لا يشبع . والمنوع : هو الذي إذا أصاب المال منع منه حقّ الله تعالى . وقال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسرّه ويرضيه ، ويهرب مما يكرهه ويسخطه ، ثم تَعَبّده الله بإنفاق ما يحبّ والصبر على ما يكره . وقال أبو عبيدة : الهَلُوع هو الذي إذا مسّه الخير لم يشكر ، وإذا مسّه الضر لم يصبر ، قاله ثعلب . وقال ثعلب أيضاً : قد فسّر الله الهَلُوع ، وهو الذي إذا ناله الشر أظهر شدّة الجزع ، وإذا ناله الخير بَخِل به ومنعه الناس . وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " شَرُّ ما أعطي العبدُ شحٌّ هالع وجُبْن خالع " والعرب تقول : ناقة هِلواعة وهِلواع إذا كانت سريعة السير خفيفة . قال : @ صكّاء ذِعْلِبَة إذا استدبرتَها حَرَج إذا استقبلتها هِلواع @@ الذِّعْلِب والذِّعْلِبة الناقة السريعة . و « جَزُوعاً » و « مَنُوعاً » نعتان لهلوع . على أن ينوي بهما التقديم قبل « إذا » . وقيل : هو خبر كان مضمرة .