Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 25-25)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مِّمَّا خَطَايَاهُمْ أُغْرِقُواْ } « ما » صلة مؤكدة ، والمعنى من خطاياهم . وقال الفرّاء : المعنى من أجل خطاياهم ، فأدّت « ما » هذا المعنى . قال : و « ما » تدل على المجازاة . وقراءة أبي عمرو « خَطَايَاهُمْ » على جمع التكسير ، الواحدة خطيّة . وكان الأصل في الجمع خطائيّ على فعائل ، فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء ، لأن قبلها كسرة ثم استثقلت والجمع ثقيل ، وهو معتلّ مع ذلك ، فقلبت الياء ألفاً ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين . الباقون « خَطيئَاتِهِمْ » على جمع السلامة . قال أبو عمرو : قوم كفروا ألف سنة فلم يكن لهم إلا خطيّات ، يريد أن الخطايا أكثر من الخطيّات . وقال قوم : خطايا وخطيّات واحد ، جمعان مستعملان في الكثرة والقلّة ، واستدلّوا بقوله تعالى : { مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } [ لقمان : 71 ] وقال الشاعر : @ لنا الجَفَنَاتُ الغُرُّ يلمعْنَ بِالضّحَى وأسيافُنا يَقْطُرْنَ مِن نَجْدةٍ دَمَا @@ وقرىء « خطيئاتهم » و « خطِيّاتِهم » بقلب الهمزة ياء وإدغامها . وعن الجَحْدَرِيّ وعمرو بن عبيد والأعمش وأبي حَيْوة وأشهب العقيلي « خطيئتِهِم » على التوحيد ، والمراد الشرك . { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } أي بعد إغراقهم . قال القشيريّ : وهذا يدلّ على عذاب القبر . ومنكروه يقولون : صاروا مستحقين دخول النار ، أو عرض عليهم أماكنهم من النار ، كما قال تعالى : { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } [ غافر : 46 ] وقيل : أشاروا إلى ما في الخبر من قوله : « البحر نار في نار » . وروى أبو رَوْق عن الضحاك في قوله تعالى : { أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً } قال : يعني عُذِّبوا بالنار في الدنيا مع الغرق في الدنيا في حالة واحدة ، كانوا يغرقون في جانب ويحترقون في الماء من جانب . ذكره الثعلبيّ قال : أنشدنا أبو القاسم الحبيبي قال أنشدنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رُمَيح قال أنشدني أبو بكر بن الأنباريّ : @ الخلق مجتمع طَوْراً ومفْترِق والحادِثَات فُنُونٌ ذاتُ أطوارِ لا تعجبنَّ لأضداد إِن اجتمعتْ فالله يجمع بين الماءِ والنارِ @@ { فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } أي من يدفع عنهم العذاب .