Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 13-15)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ } يعني القرآن { آمَنَّا بِهِ } وبالله ، وصدّقنا محمداً صلى الله عليه وسلم على رسالته . وكان صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الإنس والجنّ . قال الحسن : بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجنّ ، ولم يبعث الله تعالى قطُّ رسولاً من الجنّ ، ولا من أهل البادية ، ولا من النساء وذلك قوله تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } [ يوسف : 109 ] وقد تقدم هذا المعنى . وفي الصحيح : " وبُعثت إلى الأحمر والأسود " أي الإنس والجنّ . { فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } قال ٱبن عباس : لا يخاف أن يُنْقَص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته لأن البخس النقصان ، والرَّهَق : العدوان وغشيان المحارم قال الأعشى : @ لا شَيْءَ يَنْفَعُنِي مِن دُونِ رُؤْيَتِهَا هل يَشْتَفِي وَامِقٌ مَا لَمْ يُصِبْ رَهَقاً @@ الوامق : المحبّ وقد وَمِقَه يَمِقه بالكسر أي أحبّه ، فهو وامق . وهذا قول حكاه الله تعالى عن الجِنّ لقوّة إيمانهم وصحة إسلامهم . وقراءة العامة « فَلاَ يَخَافُ » رفعاً على تقدير فإنه لا يخاف . وقرأ الأعمش ويحيـى وإبراهيم « فَلاَ يَخَفْ » جزماً على جواب الشرط وإلغاء الفاء . قوله تعالى : { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ } أي وأنّا بعد ٱستماع القرآن مختلفون ، فمنّا من أسلم ومنّا من كفر . والقاسط : الجائر ، لأنه عادل عن الحقّ ، والمُقْسِط : العادل لأنه عادل إلى الحق [ يقال : ] قسط : أي جار ، وأقسط : إذا عدل قال الشاعر : @ قومٌ هُمُ قتلوا ٱبنَ هِندٍ عَنْوَةً عَمْراً وهم قَسَطُوا على النُّعْمَانِ @@ قوله تعالى : { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } أي قصدوا طريق الحق وتوخَّوه ومنه تحرّى القِبلةِ { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ } أي الجائرون عن طريق الحقّ والإيمان { فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } أي وَقوداً . وقوله : « فَكَانُوا » أي في علم الله تعالى .