Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 20-24)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } أي ضعيف حقير وهو النطفة وقد تقدّم . وهذه الآية أصل لمن قال : إن خلق الجنين إنما هو من ماء الرجل وحده . وقد مضى القول فيه . { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } أي في مكان حريز وهو الرَّحم . { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } قال مجاهد : إلى أن نصوَّره . وقيل : إلى وقت الولادة . { فَقَدَرْنَا } وقرأ نافع والكسائيّ « فَقَدَّرْنَا » بالتشديد . وخفّف الباقون ، وهما لغتان بمعنًى . قاله الكسائيّ والفراء والقُتَبي . قاله القُتَبي : قدرنا بمعنى قدّرنا مشدّدة : كما تقول : قدرت كذا وقدّرته ومنه " قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الهلال : « إذا غُمّ عليكم فاقدُروا له » " أي قدّروا له المسير والمنازل . وقال محمد ابن الجهم عن الفراء : « فَقَدَّرْنَا » قال : وذكر تشديدها عن عليّ رضي الله عنه وتخفيفها : قال : ولا يبعد أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحداً لأن العرب تقول : قَدَر عليه الموت وقَدَّر : قال الله تعالى : { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ } [ الواقعة : 60 ] قرىء بالتخفيف والتشديد ، وقَدَر عليه رزقه وقَدّر . قال : وٱحتج الذين خَفّفوا فقالوا لو كانت كذلك لكانت فنعم المقدّرون . قال الفراء : وتجمع العرب بين اللغتين قال الله تعالى : { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } [ الطارق : 17 ] قال الأعشى : @ وأنْكَرَتنِي وما كان الذي نَكِرَتْ من الحوادثِ إلا الشَّيْبَ والصَّلَعَا @@ وروي عن عكرمة { فَقَدَرْنَا } مخففة من القدرة ، وهو ٱختيار أبي عبيد وأبي حاتم والكسائيّ لقوله : { فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } ومن شدّد فهو من التقدير ، أي فقدّرنا الشقي والسعيد فنعم المقدّرون . رواه ٱبن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقيل : المعنى قدرنا قصيراً أو طويلاً . ونحوه عن ٱبن عباس : قدّرنا ملكنا . المهدوي : وهذا التفسير أشبه بقراءة التخفيف . قلت : هو صحيح فإن عِكرمة هو الذي قرأ { فَقَدَرْنَا } مخفّفاً قال : معناه فملكنا فنعم المالكون ، فأفادت الكلمتان معنيين متغايرين أي قدّرنا وقت الولادة وأحوال النطفة في التنقيل من حالة إلى حالة حتى صارت بشرًا سويًّا ، أو الشقيّ والسعيد ، أو الطويل والقصير ، كله على قراءة التشديد . وقيل : هما بمعنى كما ذكرنا .