Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-36)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } أي الداهية العظمى ، وهي النفخة الثانية ، التي يكون معها البعث قاله ٱبن عباس في رواية الضحاك عنه ، وهو قول الحسن . وعن ٱبن عباس أيضاً والضحاك : أنها القيامة سميت بذلك لأنها تطِمُّ على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها أي تقلبه . وفي أمثالهم : @ جرى الوادِي فَطمَّ على القَرِيِّ @@ المبرد : الطامّة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طم الفرس طميماً إذا ٱستفرغ جهده في الجري ، وطم الماء إذا ملأ النهر كله . غيره : هي مأخوذة من طمّ السيلُ الرّكِية أي دفنها ، والطمّ : الدفن والعلو . وقال القاسم بن الوليد الهمْداني : الطامة الكبرى حين يُساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار . وهو معنى قول مجاهد : وقال سفيان : هي الساعة التي يُسْلَم فيها أهل النار إلى الزبانية . أي الداهية التي طَمَّت وعظمت قال : @ إن بعض الحبِّ يُعْمِي ويصِمْ وكذاك البغضُ أدْهَى وأَطَمْ @@ { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } أي ما عمل من خير أو شر . { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أي ظهرت . { لِمَن يَرَىٰ } قال ٱبن عباس : يكشف عنها فيراها تتلظى كل ذي بصرَ . وقيل : المراد الكافر لأنه الذي يرى النار بما فيها من أصناف العذاب . وقيل : يراها المؤمن ليعرف قدر النعمة ويصلَى الكافر بالنار . وجواب « فإذا جاءتِ الطامَّةُ » محذوف أي إذا جاءت الطامة دخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة . وقرأ مالك بن دينار : « وَبَرَزَتِ الجحِيمُ » . عِكرمة : وغيره : « لمِن ترى » بالتاء ، أي لمن تراه الجحيم ، أو لمن تراه أنت يا محمد . والخطاب له عليه السلام ، والمراد به الناس .