Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-9)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } المراد بالإنسان الجنس أي يابن آدم . وكذا روى سعيد عن قتادة : ياابن آدم ، إن كَدْحَك لضعيف ، فمن ٱستطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوّة إلا بالله . وقيل : هو مُعَيَّن قال مقاتل : يعني الأسود بن عبد الأسد . ويقال : يعني أُبَيَّ بن خَلَف . ويقال : يعني جميع الكفار أيها الكافر إنك كادح . والكدح في كلام العرب : العمل والكسب قال ٱبن مقبل : @ وما الدهُر إِلا تارتانِ فمِنهما أَموت وأُخرى أبتغِي العيش أكدح @@ قال آخر : @ ومَضَتْ بشاشةُ كل عيشٍ صالِحٍ وبَقِيتُ أَكدح لِلحياةِ وأَنصِب @@ أي أعمل . وروى الضحاك عن ٱبن عباس : « إِنك كادِح » أي راجع « إِلى ربك كدحاً » أي رجوعاً لا محالة { فَمُلاَقِيهِ } أي مُلاقٍ ربك . وقيل : مُلاقٍ عملك . القتبيّ « إِنك كادح » أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك . والملاقاة بمعنى اللقاء أي تلقى ربك بعملك . وقيل أي تلاقي كتاب عملك لأن العمل قد ٱنقضى ولهذا قال : « فأما مَنْ أُوتِيِ كِتابه بيمينه » . قوله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } وهو المؤمن { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } لا مناقشة فيه . كذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث " عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حوسب يوم القيامة عُذِّب » قالت : فقلت يا رسول الله أليس قد قال الله { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } فقال : « ليس ذاكِ الحساب ، إنما ذلكِ العَرْضُ ، مَنْ نُوقِش الحساب يوم القيامة عذب » " أخرجه البخاري ومسلم والترمذيّ . وقال حديث حسن صحيح . { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أزواجه في الجنة من الحور العين « مسروراً » أي مغتبطاً قرير العين . ويقال إنها نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد ، هو أوّل من هاجر من مكة إلى المدينة . وقيل : إلى أهله الذين كانوا له في الدينا ، ليخبرهم بخلاصه وسلامته . والأوّل قول قتادة . أي إلى أهله الذين قد أعدّهم الله له في الجنة .