Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 97, Ayat: 4-4)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } أي تهبط من كل سماء ، ومن سِدرة المنتهى ومسكن جبريل على وسطها . فينزلون إلى الأرض ويؤمِّنون على دعاء الناس ، إلى وقت طلوع الفجر فذلك قوله تعالى : { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } . { وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم } أي جبريل عليه السلام . وحكى القُشَيرِيّ : أن الرُّوح صِنف من الملائكة ، جُعِلوا حفظَة على سائرهم ، وأن الملائكة لا يرونهم ، كما لا نرى نحن الملائكة . وقال مقاتل : هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى . وقيل : إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة . رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً ذكره الماوَرْدِيّ وحكى القشيريّ : قيل هم صِنف من خلق الله يأكلون الطعام ، ولهم أيدٍ وأرجل وليسوا ملائكة . وقيل : « الرُّوح » خلق عظيم يقوم صفاً ، والملائكة كلهم صفاً . وقيل : « الرُّوح » الرحمة ينزل بها جبريل عليه السلام مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها دليله { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ النحل : 2 ] ، أي بالرحمة . { فِيهَا } أي في ليلة القدر . { بِإِذْنِ رَبِّهِم } أي بأمره . { مِّن كُلِّ أَمْرٍ } : أُمِرَ بكل أمرٍ قدّرَه الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل قاله ابن عباس كقوله تعالى : { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } [ الرعد : 11 ] أي بأمر الله . وقراءة العامة « تَنَزَّلُ » بفتح التاء إلاّ أن البزي شدّد التاء . وقرأ طلحة بن مُصَرِّف وابن السَّميقَع ، بضم التاء على الفعل المجهول . وقرأ عليّ وابن عباس وعِكرمة والكلبِي « مِنْ كُلّ امْرِىء » . وروي عن ابن عباس أن معناه : من كل مَلَك وتأوّلها الكلبيّ على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة ، فيسلمون على كل امرىء مسلم . « فمِن » بمعنى على . وعن أنس قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إذا كانَ ليلةَ القَدرِ نزلَ جبريلُ في كَبْكبة من الملائكة ، يُصلُّون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى "