Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 36-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَبِّ إِنَّهُنَّ } سأَلتك العصمة منهن لأَنهن فهذا تعليل جملى لقوله : اجنبنى { أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ } أَسند الإضلال إلى السبب ، وحقيقته أضل الشيطان بهن كثيرا ، أَو أَضل الله بهن كثيراً ، كما ورد : { يضل من يشاء } [ الرعد : 27 ] { ومن يضلل فلن تجد } [ النساء : 88 ] إلخ ، وشبههن بالعاقل المغوى ، وأشار إلى التشبيه بإِثبات الإضلال ، وكان بضمير الإناث لأنهن إناث كاللات والعزى ومناة ، وجمع الضمير لأَن الأَصنام جمع قلة لغير العقلاء ، وإِذا أَجمعت بلفظ الذكور العقلاءِ فباعتبار اعتقادهم عظمتها { فَمَنْ تَبِعنِى } على التوحيد والعمل بمقتضاه { فَإِنَّهُ مِنِّى } من أَهل دينى ، أَى يثاب بالخير كما أُثاب ويمنع من السوءِ ، أَو من أهل ولايتى أَو من أَهل حيى فإِنه بعضى لا ينفك عنى فى أمر الدين وأمر الآخرة { ومَنْ عَصَانِى } خالفنى فى دينى بالشرك ، التقدير فتاب بدليل قوله : { فَإِنَّكَ غَفُورٌ } له { رَّحِيمٌ } أو غفور له رحيم بهدايته إلى دينك وإمهاله إلى أن يتوب ، وليس من حكمة الله أن يغفر الشرك أو الكبيرة مع الاستمرار ، وهذا الدعاءُ قبل أَن يعلم أَن الدعاءَ بالغفران للمشرك لا يجوز كما استغفر لأَبيه .