Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 46-46)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقَدْ مَكَرُوا مَكْرهُمْ } استخرجوا مكرهم من أنفسهم ، ولم يبقوا منه شيئاً فى مضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتل أو التقييد أو الإخراج { وإذ يمكر بك الذين كفروا } [ الأنفال : 30 ] لإبطال الحق وإظهار الباطل ، ودل على استفراغ مكرهم التأْكيد بالمصدر المضاف إليهم إضافة استغراق { وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ } بالنبى والدين معلوم ، أى عند الله جزاءُ مكرهم ، أَو مكرهم عنده ، ومكتوب فيجازيهم عليه فإضافة مكر للهاء إضافة للفاعل كالسابق واللاحق ، أو عند الله جزاءٌ يمكره لهم فالإضافة للمفعول ، أو يمكر بهم بإبطال مكرهم ، والمكر فى هذا متعد لتضمنه معنى الضر ، أو الجزاءِ ، أَو تقدر الباءُ أى مكر بهم ، وتسمية الجزاءِ مكرا استعارة ومشاكلة ، وقيل : المكر فى ذلك كله بمعنى الكفر ، كقوله عز وجل : { تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا } [ مريم : 90 ] ، إلخ ، { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } أن مخففة واللام للتعليل فى قوله : { لِتزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ } لعظمه وشدته ، ولكن لمن تزل أى معد لإزالة الجبال المستعار لفظها للمعجزات والآيات لجامع الثبات أى أعدوا مكراً عظيماً لدفع الحق الذى هو كالجبال ، ويجوز أن يكون شرطاً وصليا أغنى عن جوابه قوله : وعند الله مكرهم أى عند الله مكرهم يجازيهم ، ولو كان مكرهم عظيماً معداً لإِزالة ما هو عظيم ، واللام للتعليل ، أو المراد المقاربة لزوال الجبال الحقية مبالغة بالتشبيه البليغ بحذف أداة التشبيه فيكون كقوله { تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال } [ مريم : 90 ] وقيل نافية واللام لام الجحود أى وما مكرهم تزول منه الجبال بل هو هين كقوله تعالى : { وما كان الله ليعذبهم } [ الأنفال : 33 ] ، والجبال فى هذا على حقيقتها ، أو مراد بها الحق العظيم وهو المعجزات والآيات .