Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 47-47)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } إذا تقرر أن مكرهم مكتوب عند الله ، وأنه مجازيهم عليه وأن مكرهم لا يزول به ما هو كالجبال ، وهو دين الله فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله وأَنت من رسله فلا يخلف وعدك بالنصر { إنا لننصر رسلنا } [ غافر : 51 ] { كتب الله لأَغلبن أنا ورسلى } [ المجادلة : 21 ] ووعده مفعول ثان قدم الوعد وأُضيف إليه مخلف تخفيفاً ، وإِنما قدم على طريق الاعتناءِ به وأنه المقصود بالإفادة ، كما قدم شركاءَ على الجن فى قوله : { وجعلوا لله شركاءَ الجن } [ الأنعام : 100 ] لأًن الاعتناءَ بذم الإشراك أقوى من ذم من يجعلونه شريكا ، وأدخل فى القصد بالإفادة ، كذلك نفى خلف الوعد أدخل فى القصد من كون المخلف رسله لأن عدم خلفه نفى لصفة الذم عنه فهو أحق مطلقاً ، فيتفرع عنه أنه فى حق الرسل أولى من غيرهم ، والمفعول الأول فى غير باب ظن هو الذى هو فاعل فى المعنى ، والرسل يأْخذون الوعد فهم الأول ، وأَولى من هذا أن الأول هو الوعد ؛ لأَنه المتخلف { إِنَّ الله عَزِيزٌ } غالب لا يغلب مكر ما مكر ، ولا دافع عما أراد { ذُو انْتِقامٍ } من أعدائِه الظالمين لأوليائِه المظلومين .