Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 48-48)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْم تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الأَرِضَ وَالسمَاوَاتُ } اذكر يوم أَو هو ظرف متعلق بانتقام ، أَو بدل من يوم المتقدم ، أَو متعلق بمخلف ، وتبدل متعد لاثنين أى نصير هذه الأرض غيرها تزال وتجعل مكانها أرضاً من فضة فيكون التبديل من تحت الأرجل فلا يقال : أَين يكون الناس والسموات غير السموات ، فحذف تذهب ويجعل فى موضعهن سماوات من ذهب كما روى ذلك عن على ، وروى عن ابن مسعود وأنس : يحشر الناس على أرض بيضاءَ لم يعص الله عليها ، كما تقول : بدلت الدنانير بالدراهم ، فذلك تبديل ذات ومنه بدلناهم جلوداً غيرها ويجوز أَن يراد تبديل الصفة كما قال صلى الله عليه وسلم : " تبدل الأَرض غير الأَرض " تمد مد الأديم العكاظى { لا ترى فيها عوجاً ولا أَمتا } [ طه : 107 ] وذلك أن تبدل الجبال وتزال الأَشجار وتسوى ، وأما السماوات فتكور شمسها وقمرها وتناثر نجومها ، وكونها تراة كالمهل ، وتارة كالدهان { وَبَرَزُوا } ظهروا من قبورهم ، أى ويبرزون للجزاء على أَعمالهم ، والعطف على تبدل ، ولتحققه قال برزوا بالفعل الماضى { لِلَّهِ } لأجل جزاءِ الله ، لا لله لأَنه لم يخفوا عنه فى قبورهم { الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } فالامر أشد ما يكون ؛ لأَنه إذا كان الأمر لواحد غالب قهار ولا سيما من لا تبدو له البدوات لا يطمع أحد فى خلاف ذلك الأَمر ، ولا يستغيث بغيره ، وهو لا يخلف الوعيد ، ولو كان له شريك فيه لاختلفا فيضعف فيطمع ، وكذا لو كان غير غالب ، ولو كان تبدو له لرجع عنه لخوف أَو لعاقبة أَمر أَو لرقة ، تعالى الله عن ذلك ، ولا مغيث سواه { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } [ غافر : 16 ] .