Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 46-48)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ } يقول الله لهم قبل دخولها بخلق الصوت فى آذانهم ، أَو فى موضع ، أو بملك : أُدخلوها أى ادخلوا الجنة ، أَو الجنة والعيون لأَن لهم دخول العين ، ولا ينجس الماء بهم ولا يتسخ ، أو المراد بالدخول الملابسة فتشمل العيون والجنات ، ويجوز أَن يقدر حالا محكية أَى ثبتوا فى جنات وعيون مقولا لهم قبل ذلك ادخلوها بسلام ، أَو كلما أرادوا دخول جنة من جناتهم قيل لهم ادخلوها بسلام آمنين بعد أن كانوا فيها ، والباءُ للمصاحبة أى مع سلام من كل مكروه ما دمتم فيه وأنتم لا تخرجون منها ، أَو مع قولهم سلام عليكم ، كمن يسلم عند دخول دار فيكونون يسلمون على من فى الجنة من الحور والولدان والملائِكة ، وأيضا كل مسلم يسلم على من سبقه فيها من المسلمين ، أَو المراد مسلما عليكم لأن الملائِكة تسلم عليهم سلام عليكم بما صبرتم { آمِنينَ } مقدرين الأمن من كل ما يكره فيكون توكيداً فى المعنى لقوله بسلام إذا فسر بالسلامة من مكروه ؛ أو يقدر بسلام مما يضر كالمرض وزوال النعم والفزع آمنين مما يكره دون ذلك ، أَو بالعكس ، ولا توكيد إذا فسرنا السلام بتسليمهم أو بالتسليم عليهم بقصد التحية والدعاءِ وكذا لا توكيد إذا فسرنا آمنين بمصدقين لقول : ادخلوها بسلام ، ولا يفسر بعدم الخروج منها ، وإلا تكرر مع قوله : { وما هم منها بمخرجين } فيكون وما هم إلخ مؤكدا له لأن الأمن من الخروج إذ جاءهم من الله تعالى لا يتوهم تخلفه { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ } حقد أو عداوة أو بغضاء أو حسد سابقات فى الدنيا ، أو المراد أنه يتولد لهم فيها ، وأنهم يوقفون على باب الجنة وقفة يغتسلون بماءٍ هناك ، ويشربون فيزول كل ما فى قلوبهم من قبل ، والدنيا سجن المؤمن ، وروى أنهم يقفون وقفة فيقتص بعض من بعض ثم يؤمر بهم إلى الجنة ، وقد نقى الله قلوبهم من الغل والحقد والغش والحسد كأنها قلب رجل واحد فلا يتغير قلب واحد منهم بعلو درجة غيره عليه وهذا أولى من أَن يقال : إذا كانوا فيها زال عنهم ذلك ومن أن يقال : إذا كانوا على سرر متقابلين زال ذلك { إِخْواناً } حال من الهاءِ فى صدورهم المضاف إليها ما معناه بعض معناها ، أو من ضمير الاستقرار فى قوله فى جنات ، أَو من باب وادخلوها ، أو من المستتر فى آمنين ، أَو فى سلام إِذا جعل حالاً ، ومعنى إخواناً متصافين بتخفيف الفاءِ ، أَى كل صفى للاخر { عَلَى سُرُرٍ } حال أُخرى كذلك ، أو نعت لإِخوانا أَو متعلق بقوله : { مُتَقَابِلينَ } أو من المستتر فيه ومتقابلين نعت إخوانا ، أو حال أُخرى كذلك ، أو من المستتر فى على سرر إذا جعلناه حالا مما قبله ، أو حال من المستتر فى إخوانا لتضمنه معنى المشتق وهو متصافين ، ويجوز تعليق على سرر بإخوانا على التضمين ، إلا أن عدم التضمين أَولى عند عدم الاحتياج إليه ويجوز تعليقه بمتصافِّين بالشد أَى جاعلين صفوفا ، وتقابلهم بمعنى أنه لا يكون بعض قفا بعض لدوران الأَسرة بهم حيثما أرادوا { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } تعب بعمل إذ لا عمل فيها ، ولا بمعاشرة لأنهم يزدادون حبا وأُنسا بها وبالنعم والخدم والأزواج { وَمَا هُمْ مِّنْها بِمُخْرَجِينَ } أَبداً لا يسلط عليهم مخرج فضلا عن أن يخرجوا بأنفسهم واختيارهم ، وتمام النعمة بداومها ، وإلا كانت مكدرة بتوقع الزوال ، والموت خروج منها ؛ لأَن الميت لا يكون فى ملاذها فلا يموتون .