Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 47-47)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّف } متعلق بيأَخذ بمعنى فى تخوف أَو زمانه ، ولا حاجة إلى جعله حالا من الهاءِ ، والمعنى خوف قوم الهلاك لهلاك قوم قبله ، والتفعل بمعنى الفعل ، أَو للمبالغة ولتوقع المخوف منه ، أَو التخوف التنقص بمعنى إهلاكهم كلهم ، لكن قوماً بعد قوم وما لا بعد مال حتى يأْتى على الكل ، قال عمر رضى الله عنه على المنبر : ما المراد بالتخوف ؟ فقال شيخ من هذيل : التخوف التنقص فى لغتنا ، فقال : هل تعرفه للشعراء ؟ قال : نعم ، قال شاعرنا أَبو كبير يصف ناقته : @ تخوف الرجل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن @@ فقال : عليكم بديوانكم لا تضلوا ، أَى فى تفسير القرآن ، قالوا : وما ديواننا ؟ قال : شعر الجاهلية فإِن فيه تفسير كتابكم ومعانى كلامكم ، وخص الجاهلية حذرا من المولدين ، وقيل : هذه لغة أَزد شنوءَة ، ولا تضلوا نهى أو مجزوم فى جواب الأَمر ، والتامك السنام ، القرد بفتح فكسر ، ما تلبد من الصوف ، والنبع ، شجر يتخذ منه الأَقواس ، والسفن بفتحتين ، حديدة ينحت بها ، ويطلق على المبرد ، وما ذكر أولى من نسبة بعضهم البيت لزهير ، ومراد عمر : ورود التخوف بمعنى التنقص لا الحصر فى معنى التنقص ، والإِ لزم التفسير به ، وعذابهم فى تخوفهم فحمل يراد به نوع ، ويجوز العموم بأَن يعذبوا بأيدى رجالا مثلا ثم بصاعقة ثم بخسف ، أن المراد إهلاكهم بشىءٍ شاهدوه وخافوا منه الهلاك كالريح والصاعقة المشاهدة النزول والتزلزل { فإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءوفٌ رَّحِيمُ } إذ أمهلهم فيزداد عذرهم قطعاً ، وقد يلدون من قضى الله فإنه لا بد منه ، وقد يخرج منكم مؤمن ، وقد يؤمن بعضكم ، وهذا تعليل للأَخذ على تخوف مما يشاهدون إذا لم يكن بغتة ، أَو للأَخذ على تقلب فيعتبرون ويتوبون وهو أولى من الأول لأَنه لا ينفعهم إيمانهم حين شاهدوا .