Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 29-29)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } مربوطة إلى عنقك بجامعة أى لا تترك مدها بالإعطاء ، كأنها مربوطة إلى عنقك . { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } بالإنفاق الكثير ، حتى لا يبقى فيها شئ ، ومَن بسط يده ولم يقتض بها سقط ما فيها ، أمره الله بالتوسط فى الإنفاق { وكان بين ذلك قواماً } [ الفرقان : 67 ] وذلك بين الشُّح والتبذير ، وخير الأمور أوساطها ، قال صلى الله عليه وسلم : " ماعال من اقتصد " أى ما افتقر رواه أحمد عن ابن عباس . قال ابن عمر : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " الاقتصاد فى النفقة نصف المعيشة " رواه البيهقى . وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم : " التدبير نصف المعيشة ، والتودد نصف العقل ، والهم نصف الهرم ، وقلة العيال أحد اليسارين " ويقال : حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الإِسراف . { فَتَقْعُدَ } فتصير { مَلُومًا مَحْسُورًا } أو فتعجز عن الطريقة الوسطى المحمودة ، كالذى لا يطيق القيام حال كونك ملوماً ، أى معاتبًا أو مذموما عند الخلق والخالق ، ونصب تقعد فى جواب النهيين على معنى لا يكون منك ذلك ، ومن الخلق اللوم أو الذم لك ، والانقطاع منك ، وملوما عائد إلى قوله : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } وقوله : { محسوراً } عائد إلى قوله : { ولا تبسطها كل البسط } ومحسوراً مقطوعاً بك عن المال ، يقال : حسره السفر إِذا أثر فيه ، قيل : أو نادما فيكون مفعول بمعنى فاعل ، الإنسان يحسر نفه ، أى يتسبب فى قطعها عن المال ، فهو حاسر لنفسه ، وهو محسور ، وحسره الله ، فهو محسور ، والإسراف حسره ، فهو محسور . قال جابر بن عبد الله : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس أتاه صبىّ فقال : إن أمى تستكسيك درعًا أى قميصا ، فقال صلى الله عليه وسلم : " من ساعة إلى ساعة يظهر فعد إلينا " فذهب إلى أمه فقالت قل له : إن أمى تستكسيك الدرع الذى عليك ، فدخل صلى الله عليه وسلم داره ، فنزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا ، وأذن بلال وانتظروا الصلاة فلم يخرج ، فأنزل الله الآية فسلاه الله عز وجل بقوله فى العموم البدل فى كل معسر .