Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 75-75)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل } يا محمد للكفرة { من كان } بماله ودنياه { فى الضلالة } منكم ، أو من غيركم ممن يبتهج بالمال { فليَمْدد له الرَّحْمن مداً } فى ماله وعمره ، مع تمكنه فى الضلال ، أو لتمكنه فيه إخبار بصورة الأمر إشارة الى أن المد حكمة لقطع العذر كقوله تعالى : { أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } [ فاطر : 37 ] فيكون أبعد فى العذر ، كما أنه أطال له المدة أو حكمة للاستدراج كقوله تعالى : { إنما نملى لهم ليزدادوا إثماً } [ آل عمران : 178 ] أى من عادته أن يمد له استدراجاً ، أو ذلك على طريق الدعاء لعدم بقاء عذر لهم مع البيان الكامل على طريقة ليضلوا عن سبيلك إذا حمل على الدعاء . { حتَّى إِذا رأوا ما يُوعَدُون } من أوعد بالهمزة المتعدية الى مفعول آخر محذوف رابط ، أى ما يوعدونه ، والواو أول ناب عن الفاعل ، ولا تجعل ما مصدرية ، لأن هذا المصدر يحتاج الى عنى ما الاسمية ، فيحمل الكلام عليه من أول والواو ، لمعنى من كما أن ضمير كان والهاء للفظها { إِمَّا العذابُ وإِمَّا السَّاعة } بدل من ما أو من الرابط ، أو من المقدر بواسطة العاطف فى الثانى ، وهو الواو وذلك لمنع الخلو ، لأن العذاب عذاب الدنيا باستيلاء المؤمنين بالقتل ونحوه ، أو غير ذلك كأنه قيل : إما عذاب الدنيا وإما عذاب الساعة ، فحذف المضاف لا لمنع الجمع ، لجواز أن يعذبوا دنيا وأخرى ، والساعة يَوم القيامة ، ولم يذكر عذاب القبر إيذاناً بأنه بالنسبة الى عذاب يوم القيامة ، كلا عذاب ، أو لأن الساعة بمعنى ذهابهم الى الآخرة ، فذلك من حين الموت الى مالا نهاية له إلا البرزخ ، أو لاعتبار القبر من الدنيا ، لأنه فى الدنيا ، وقيل قيام الساعة ، وليست حتى للغاية ، بل للتفريع ، وإن جعلت للغاية جارة كما قال ابن مالك ، أو نزل التفريع منزلة الغاية كان من تصل الغاية بالمغيا لوجود الفصل ، إلا أن الدنيا لسرعة انقضائها كلا فاصل ، فذلك كأحد أوجه فى قوله تعالى : " أغرقوا فأدخلوا نارا " . { فسيعلمون } جواب إذا ، وعلى قول ابن مالك لا جواب لها ، لأنها خارجة عنده عن الشرط والظرفية ، فالجملة تفريغ على مدخولها { مَنْ } مفعول يعلمون بمعنى يعرفون وهو موصول أو استفهامية مبتدأ لما بعده ، أو خبر له ، علقت يعلم عن مفعول بمعنى يعرف أو عن مفعوليه إن بقى على ظاهره { هُو } { مِن الفريقين شرٌّ مكاناً } عبر هنا بالمكان لا بالمقام مبالغة فى اظهار حالهم { وأضعف جُنْداً } أنصاراً يتبين لهم عكس ما يزعمون أنهم شر مكاناً ، وأضعف جنداً ، والمؤمنين خير مكاناً وأقوى جنداً ، والاسمان خارجان عن التفضيل ، لأنه لا شر للمؤمنين ولا ضعف البتة ولا جند البتة للكفرة يوم القيامة ، قال الله عز وجل : { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً } [ الكهف : 43 ] وذلك رد عليهم فى دعواهم إن لهم إعانة مما يعبدونه من الأوثان أو غيرها ، وقد يعتبر أن للكفار يوم القيامة جنداً ضعيفاً يزعمونه فى الدنيا أنه جند ، أو يصفون أيضاً فى الآخرة أنه جند ينفع وهو أذل من ذلك ، وهو ما يعبدون ويكون هو ضمير فصل ، لأنه وقع بين معرفتين لأن شراً فى معنى أل أى من هو الأشر . وأجاز بعض أن يكون قوله : { حتى إذا رأوا } الخ راجعاً الى قولهم ، أى الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً ، وما بينهما معترض للإنكار عليهم ، أى يستمرون على قولهم ، أى الفريقين الخ ، حتى إذا عاينوا العذاب أو الساعة ، وهو بعيد لكثرة الفصل فى التلاوة ، وللفصل بموتهم عن يوم القيامة فى أحد الأوجه .