Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 96-96)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ الذِين آمنُوا وعَملوا الصالحات سَيجْعل لَهم الرَّحْمن وُداً } حباً فى القلوب دنيا وأخرى ، لإيمانهم وصالح أعمالهم ، أما فى الدنيا فلقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب الله عبداً أى إذا بلغ درجة الحب أمر الله جبريل أن ينادى فى الملائكة إن الله أحب فلانا فأحبوه فيحبونه ، فيوضع له القبول فى الأرض " وفى البخارى ومسلم ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عز وجل عليه وسلم : " إذا أحب الله سبحانه وتعالى عبداً دعا جبريل عليه السلام : إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ، فينادى جبريل فى أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول فى الأرض " . وفى رواية لمسلم زيادة وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل عليه السلام فيقول إنى أبغض فلاناً فابغضه فيبغضه جبريل ، ثم ينادى فى أهل السماء ان الله يبغض فلاناً فابغضوه ، ثم يوضع له البغضاء فى الأرض ، وذلك تسلية لهم عن بعض المشركين لهم ، والسين للاستقبال . لما هاجر جعفر رضى الله عنه ومن معه الى الحبشة من مكة ، أحبهم النجاشى ومن على طريقته ، وآمنوا ، ولما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم منها الى المدينة أحبهم الأنصار ومن آمن من أهل الكتاب . وظهر حبهم ، وزاد وقد أحبهم الأنصار قبل الهجرة ، وشاع فيهم ، ولما هاجر عبد الرحمن بن عوف ، توحش من فراق شيبة بن ربيعة ، وعقبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، فعوضه الله حب المؤمنين ، وانظر أبيات زينى بن إسحاق النصرانى الرعينى : @ عدى وتيم لا أحاول ذكرهم بسوء ولكنى محب لهاشم @@ إلخ . وكنت مولعاً بها ذكرتها فى رد الشرود ، ثم رأيت بعض المتأخرين البغداديين يقول : أظنها موضوعة من الشيعة ، وليس كذلك ، بل صحيح لورود أمثال ذلك من النصارى ، وأما فى الآخرة فحين يكونون فى الجنة على سرر متقابلين ، وحين تعرض قبل ذلك حسناتهم على رءوس الأشهاد . وقد جاء : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما آنس الله المؤمنين بأن يعوضوا حباً ونصراً دنيا وأخرى ، ويخزى الكافرين ويبغضون ويذلون .