Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-24)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم اتَّخذُوا مِنْ دُونه آلهةً } إضراب انتقال من ذكر اتخاذهم آلهة مع الله الى ذكر اتخاذهم آلهة ، مع إنكار الله ، وهو لفريق من المشركين ، أو بيان لكون اتخاذهم آلهة مع الإقرار بالله سبحانه ، مثل اتخاذها مع إنكار الله أو ما مر فى اتخاذ آلهة من الأرض ، وما هنا فى اتخاذها مطلقاً حتى تشمل النجوم والملائكة لمن يعبدها ، أو ما مر فى آلهة تبعث الموتى ، وما هنا فى آلهة تعبد { قُل } يا محمد تبكيتاً لهم { هاتُوا بُرْهانكُم } ما تعبدونه برهاناً أو إيتوا ببرهان صحيح عقلى أو نقلى ، فلا يصح القول بلا دليل ، أو هاتوا برهانكم الصحيح ، وهذا تهكم عليهم بأن لهم برهاناً . { هذا ذِكرْ مَنْ معى وذِكْر مَنْ قَبْلى } أى هذا برهان من معى من المسلمين على أن الله سبحانه واحد ، وبرهان الأنبياء قبلى ، ومن آمن من أممهم على الوحدانية آتو ببرهانكم على الشركة ، كما آتيت ببرهاننا على التوحيد ، وذلك تحضيض لهم على الإتيان ببرهان إن كان حتى يظهر عجزهم ، وأعاد الذكر مع أنه واحد لتأكيد الإزعاج ، ولأن وحى كل نبى غير وحى الآخر ، ولو اتحد المعنى ، أو الذكر الأول القرآن ، والثانى التوراة والإنجيل والزبور والصحف ، فانظروا هل تجدون فيها شركة ، وأفرد لأنه فى الأصل مصدر ، ولاتحادها ما صدقا { بل أكثرهم لا يعلمون الحق } لا يعرفون فتعدى لواحد ، أو يقدر لا يعلمونه الحق ، أو لا يعلمون العلم الحق على أنه مفعول مطلق ، أى كلهم أو على ظاهره على أن بعضهم القليل يميز الحق ، ولكن يجحده ، وذلك إضراب انتقال من تبكيتهم الى بيان الاحتجاج عليهم ، لا ينفع لعدم تمييزهم بين الحق والباطل . { فهُم } لأجل ذلك { مُعْرضُون } عن التوحيد ، واتباع الرسل ، مصرون على ام هم عليه أو عما ألقى إليهم من البراهين العقلية والنقلية ، لا يتفكرون إعرضاً مستمراً .