Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 38-38)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ليجزيهم الله } متعلق بيسبح ، أو بعلم يعلم تلك الأفعال أى يعملون ذلك ليجزيهم الله { أحسن ما عملوا } ولا يتعلق بيخافون ، لأن الخوف غير اختيارى ، فلا يعلل بذلك إلا على معنى فعل مقدماته ، أو تجعل اللام للعاقبة إذا علقت به ، وما اسم أو مصدرية ، أى أحسن جزاء الأعمال التى عملوها ، أو جزاء أعمال عملوها أو جزاء عملهم ، وذلك هو الحسنة على ما نووا وعشر الى سبعمائة وأكثر على ما عملوا ، والنية عمل ايضاً بالقلب . { ويزيدهم من فضله } ما لا يعلمه إلا الله ، ولم يخطر ببال أحد لا فى مقابله أعمالهم ، وقد علموا أن لله زيادة ، وقد عملوا لها ، لكن لا يعلمون حقيقتها ، أو علموا بعضا دون بعض ، وقد رجوها ، قال الله تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] وقال تعالى : " أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " . { والله يرزق من يشاء بغير حساب } أى يرزقهم ، وأظهر فى موضع الاضمار إعلاما بأنه يعطيهم على أعمالهم فضلاً منه لا استحقاقاً بها ، كما روى أنه يحاسبهم على نعمة حتى يتضح لهم أن عبادتهم لم تفِ بها ، فيخبر هو أنى أُعطيكم فضلا منى ، ومن قارب فراغ عمره ، ويريد أن يستدرك ما فاته فليشتغل بالأذكار الجامعة ، فتصير بقية عمره ، القصيرة طويلة ، مثل أن يقول : سبحان الله عدد الحصى ، أو سبحان الله عدد ذرات الأجسام والأعراض ، وكذا من فاته كثرة الصيام والقيام ، يشتغل بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، فإنه إن فعل فى جميع عمره كل طاعة ، ثم صلى عليه صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة على كل ما عمله فى جميع عمره من الطاعات ، لأنك تصلى على قدر وسلك ، وهو يصلى على حسب ربوبيته ، فكيف صلوات ، ومن صلى عليه صلاة واحدة كفاه الله تعالى هم الدنيا والآخرة .